منذ أن أطلّت في برنامجها الموسيقي والغنائي الأول على قناة"أم بي سي"بدت رزان مختلفة عن سائر المذيعات ومقدمات البرامج. كان لديها"سلوك"خاص بها وقد تجلّى في تعبيرها الصوتي وحركتها التي لا تهدأ أمام الكاميرا وجرأتها المشوبة بشيء من"الاغراء"اللطيف. ولم تمضِ أشهر حتى أصبحت رزان مشهورة على المستوى العربي وبات برنامجها الذي تحتك فيه مباشرة مع الجمهور من خلال الاتصالات، يجذب مشاهدين كثراً لا سيما جيل الشباب والمراهقين. واستطاعت من ثم أن تطوّر اطلالتها مضيفة اليها المزيد من الجرأة وسعت الى تغيير المشهد التلفزيوني كاسرة"الكادر"الكلاسيكي ومحوّلة"الاستديو"مسرحاً تتحرك فيه بحرية مستخدمة الكثير من"الاكسسوارات". ومرة أطلت ورجلاها في مغطس ماء، وكانت هذه الاطلالة من أطرف ما يمكن أن يشاهده الجمهور العربي على الشاشة الفضائية. أصبحت رزان خلال سنوات قليلة"نجمة"فنية وشبابية واخترقت قلوب الكثيرين، وباتت الصحافة تعاملها انطلاقاً من شهرتها و"نجوميتها"وصارت تطل في حوارات تلفزيونية وصحافية مظهرة وجهها الآخر، وجه الفنانة المتعلّمة والذكية والتي تعرف كيف ترد على أسئلة الصحافيين بعفوية وحذاقة. وعندما شعرت بأن طموحها هو أكبر من أن تكون مقدمة برامج، على رغم نجاحها الكبير واستقطابها عدداً غير قليل من المغنين العالميين، سعت رزان الى دخول عالم الغناء أو التسلل اليه، على غرار المذيعات وعارضات الأزياء والممثلات الكثيرات اللواتي انتقلن الى الغناء من دون دراية أو اتقان. الا ان دخول رزان هذا العالم لم يكن سهلاً، فهي لم تنجز حتى الآن سوى بضع أغنيات ما زالت تحتاج الى شركة تتبناها وتصدرها في اسطوانة. لكنّ من يستمع الى هذه الأغنيات التي أدتها رزان في بعض اطلالاتها التلفزيونية يدرك أن موهبتها الغنائية ضعيفة، خصوصاً أن صوتها صغير الحجم وغير قادر على التقاط"النوطات"العالية، اضافة الى أن أداءها الغنائي متواضع جداً. واللافت ان رزان التي وعدت جمهورها بصدور اسطوانتها الأولى تلكأت في اصدارها وما زالت حلماً يراودها، والأسباب تعرفها هي جيداً وأولها أنها غير مهيأة لأن تكون مطربة. خلال هذه الفترة غابت رزان عن شاشة"أم بي سي"لكن طيفها لم يغب عن الساحة الفنية وحضورها في الحفلات والسهرات الفنية كان بارزاً دوماً. وتساءل الكثيرون عن سرّ غيابها هذا. ولم يكن من جواب واضح. الا ان احدى المجلات"الصفراء"حاولت أن تحدث"فضيحة"تتعلق بهذه الفنانة الشابة والظريفة فنشرت لها صوراً تبدو فيها في حالٍ من الدلع ترقص مع أصدقائها في أحد النوادي الليلية. لكن التعليق على الصور هو الذي صنع تلك"الفضيحة"السخيفة. هذه"الفضيحة"يشاهد الجمهور العربي"آثارها"الليلة على شاشة"أل بي سي"الفضائية، في برنامج"لمن يجرؤ فقط"اذ استضاف طوني خليفة رزان في حوار طويل تتخلله أغنيات ورقصات. المهم في اطلالة رزان هذه، مواجهتها للصحافي الذي نشر الصور وعلّق عليها، وقد استطاعت أن"تسكته"وتفضح جهله وقلّة حيائه وسعيه الى"الفضائح"الصغيرة وتدخّله في الحياة الخاصة للفنانين. وبدت رزان أشد ذكاء منه وأعمق ثقافة. وقد"أخرسته"خصوصاً عندما قال انه نشر الصور لمصلحتها وكي يلقنها درساً في الأخلاق. هذه الليلة يشاهد الجمهور الفنانة رزان في وجه آخر، وفي اطلالة جميلة وجريئة. لكن السؤال الذي يطرح بإلحاح: هل ستعود رزان الى شاشة"أم بي سي"أم انها ستمضي في الغناء؟