اتهمت منظمة"هيومن رايتس ووتش"الحقوقية الأميركية جماعة"مجاهدين خلق"الايرانية المعارضة بأنها مارست التعذيب وسياسة العزلة الفردية الطويلة على اعضاء منشقين فيها. ويروي تقرير من 28 صفحة تُصدره المنظمة اليوم بعنوان"لا مخرج: انتهاكات حقوق الإنسان في معسكرات مجاهدين خلق"، كيف عذّبت هذه الجماعة منشقين عنها، بعدما انتقدوا سياساتها وممارسات غير ديموقراطية فيها، أو لمحوا الى انهم يخططون لترك صفوفها. ويعتمد التقرير على مقابلات مباشرة مع نحو 12 عنصراً سابقاً في الجماعة، بينهم خمسة سُلّموا الى أجهزة الأمن العراقية واعتُقلوا في سجن أبو غريب خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين. وقال جو ستروك، مدير فرع الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مكتب المنظمة الحقوقية في واشنطن،"ان الشهادات التي جُمعت ترسم صورة قاتمة لما حصل للأعضاء الذين انتقدوا قيادة المنظمة". وتأسست"مجاهدين خلق"عام 1965 في ايران وشاركت في الثورة التي أطاحت الشاه، لكنها بعد خلافات مع الحكم الجديد انتقلت في 1981 الى العمل السري، واتخذت من العراق مقراً لها. ويشير التقرير الى حالة المسؤول الكبير السابق في الحركة محمد حسين سبحاني الذي وُضع في عزلة طوال 8 سنوات ونصف سنة 1992- 2001، ثم سُلّم الى أجهزة الأمن العراقية التي وضعته في سجن أبو غريب حتى العام 2002 حين رُحّل قسراً الى ايران. ونقل عن شهود انهم رأوا حالتي وفاة تحت التعذيب. وتضع الولاياتالمتحدة منذ 1997"مجاهدين خلق"في قائمة المنظمات الارهابية. وفي 2002، ضمها الاتحاد الأوروبي الى قائمته الخاصة بالمنظمات الارهابية. ويتخذ الجناح السياسي للحركة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، من باريس مقراً لنشاطه، وهو يضغط منذ سنوات لرفع الجماعة من لوائح الارهاب. وأوقفت فرنسا مريم رجوي، التي شاركت في تأسيس"مجاهدين خلق"، في العام 2003 واحتج مناصروها في كثير من الدول وأحرق 10 منهم أنفسهم وتوفي إثنان منهم.