مع اقتراب نهاية العام الدراسي يتهيأ طلاب الجامعات والمدارس الثانوية والمهنية في كندا، كعادتهم للبحث عن اعمال صيفية املاً بأن يجد فيها كل من موقعه ومؤهلاته، ضالتهم المنشودة. فالذين ينهون دراساتهم الاكاديمية يلجأون الى احد مراكز التطوع بغية اكتساب المزيد من الخبرات والمهارت الفنية في حقول اختصاصاتهم والذين لم يحصلوا على شهادتهم الرسمية يسعون الى استكمالها بفترة التدريب المهني ستاج ريثما يصبحون مؤهلين للانخراط في سوق العمل. اما من هم خارج هاتين الفئتين فلا يبتغون من العمل الصيفي سوى الكسب المادي مع صرف النظر عن طبيعته واجره وتكافؤه مع مؤهلاتهم العلمية. وفي المقلب الآخر فان ارباب العمل ليسوا اقل اهتماماً بالعمل الصيفي. فهم يعولون عليه كثيراً ويبرمجون مصالحهم وانتاجهم بناء على ابحاث ودراسات واحصاءات يشتركون فيها مع مكاتب العمل والشباب يغطي العمل الصيفي بحسب احصاءات مكتب العمل الكندي الرسمي نحو 30 في المئة من مرافق الانتاج العامة والخاصة بسبب الاجازات الصيفية للعمال والموظفين. وعلى هذا الاساس كان ارباب المؤسسات الانتاجية يتلقون من الراغبين في العمل، قبيل انتهاء العام الدراسي، آلاف الطلبات المرسلة اليهم بالبريد العادي او الالكتروني والمرفقة بالبطاقات الذاتية c v والتي بموجبها كان يجري اختيار الاشخاص المقبولين للاستخدام في هذا المرفق او ذاك. الا ان هذا الاسلوب لم يعد شائعاً وبات "تقليداً من الماضي" بمعنى ان طالب العمل هو الذي اصبح يختار بنفسه المهنة او الفرع او المؤسسة التي يرغب العمل فيها وان يلم مسبقاً بكافة تفاصيل ما ينبغي القيام به سواء على الصعيد المهني او على مستوى الاجور او نظام العمل او غير ذلك. نظام الزيارة من بعد يقضي هذا الاسلوب الجديد الذي توصل اليه فريق من الباحثين في مراكز الشباب والعمل باستحداث موقع على الانترنت تحت عنوان "الزيارة من بعد" أو Virtual industrial visit يسمح للراغبين في العمل الصيفي بالاطلاع على مجالات فرص الاستخدام بما يتوافق مع مؤهلاتهم العلمية والمهنية ورغباتهم الشخصية بمن فيهم المعوقون. يقول موسى تراوري مغربي - 27 عاماً - المسؤول عن الموقع ان هذا المشروع "استغرق العمل لانجازه عاماً كاملاً مع المعنيين في مراكز الشباب ومكاتب العمل". ويضيف: "كم كنت مندهشاً حين اكتشفت اكثر من 200 مهنة يجري التداول بها في مونتريال وهي تمنح العاملين فيها اجوراً تتراوح بين 10 و35 دولاراً في الساعة بحسب المؤهلات العلمية والمهنية والتكنولوجية والخبرات الفنية". وأفاد ان ابواب العمل في هذه المهن مفتوحة امام الطلاب غير المؤهلين بمن فيهم الراسبون او الذين لا يودون متابعة تحصيلهم العلمي او الذين يدخلون سوق العمل للمرة الأولى وان امكان استخدام هؤلاء في شكل دائم أو استدعائهم عند الحاجة يتوقف على مدى انتاجيتهم وصدقيتهم المهنية. اما عن طبيعة ما يجري داخل تلك المهن فالموقع يتضمن شرائط فيديو مصورة لكل مهنة وللعاملين فيها تبين كيفية التعامل الفني معها والاحاطة بسائر التفاصيل حول كيفية تشغيل الآلات وصيانتها ومراحل الانتاج والتوضيب والتسويق. ويتضمن الموقع ايضاً مجمل الشروط التي ينبغي توفرها في طالب العمل العمر - مستوى الدراسة - المؤهلات الفنية - الخبرات المكتسبة - المؤسسة العلمية التي تخرج فيها او يدرس فيها - سنوات التحصيل العلمي او المهني وغيرها. ومن بين المهن التي تظهر في الموقع مثلاً ورشات الحدادة والبويا للسيارات المستعملة والخياطة والحلاقة وصيانة الادوات الكهربائية وبرمجة الكومبيوتر وادخال المعلومات وقيادة اوتوبيسات النقل العام وتنظيف المنازل والمؤسسات التجارية والمرافق الصحية وسواها. ويقول موسى تروري ايضاً ان الموقع يعكف حالياً على توسيع نطاق المهن لتشمل نحو 40 مؤسسة جديدة تستوعب المعوقين الفنيين الذين تحتاجهم الادارات العامة في المستشفيات والمراكز الطبية واقسام التسجيل في الجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة والمكتبات العامة على ان تكون السنوات الخمس المقبلة مفتوحة امام آلاف الشباب الجامعيين الذين يتابعون تخصصاتهم في حقول التكنولوجيا العالية.