لم يبدُ اي أثر أمس، لتراجع حدّة السخط الشعبي في أفغانستانوباكستان، بعدما شككت مجلة"نيوزويك"في صدقية التقرير الذي نشرته الأسبوع الماضي والذي قالت فيه إن محققين في معتقل غوانتانامو أقدموا على تدنيس القرآن الكريم. وأبدى البعض تخوفهم من أن تكون الإدارة الأميركية مارست ضغوطاً على المجلة لتبديل موقفها، بعد موجة الاستياء والتظاهرات الواسعة التي شهدها العالم الإسلامي والتي وضعت الولاياتالمتحدة في موقف لا تحسد عليه، في وقت يتهمها بعضهم باستهداف الدين الإسلامي في حربها على الإرهاب، مع استفادة الجماعات المتطرفة، ولا سيما تنظيم"القاعدة"من الأمر لتأجيج مشاعر الكراهية تجاه واشنطن. تشكيك وفي إقليم بدخشان شمال غربي أفغانستان رويترز، قال رجل الدين الإسلامي الملا سعدالله أبو أمان:"لن ننخدع بهذا الإعلان، فقد جاء بعد قرار من أميركا لإنقاذ نفسها، إنه يأتي بعد ضغوط أميركية، أي أمي في العالم يمكنه فهم ذلك وعدم القبول به". أما سيّد الياس صدقات الذي يترأس مجموعة ثقافية في مدينة جلال آباد في شرق البلاد، فقال:"من المحتمل أن تكون الإدارة الأميركية مارست ضغطاً على المجلة لسحب أقوالها وتجنب سخط المسلمين". وفي باكستان المجاورة، أكد حزب"جماعة الإسلام"التمسك بتاريخ السابع والعشرين من الجاري موعداً للتظاهر ضد الولاياتالمتحدة، بحسب تأكيد المسؤول في الحزب جعفر عزيز الذي قال:"جميع الأبرياء الذين أخلي سبيلهم بعدما كانوا قيد الاعتقال من جانب الأميركيين أكدوا تدنيس القرآن". من جهته، رأى الناطق باسم حركة"طالبان"التي نفت الأسبوع الماضي أي دور في التظاهرات عبداللطيف حكيمي أن التقرير الأول"كان حقيقياً"، معتبراً أن"تغيير المجلة أقوالها جاء بضغط من الإدارة". وكانت مجموعة من رجال الدين الأفغان نادت الأحد بالجهاد ضد الولاياتالمتحدة احتجاجاً على مزاعم تدنيس القرآن. ونشرت"نيوزويك"في التاسع من الشهر الجاري تقريراً قالت فيه إن المفتشين الذين يتولون التحقيق في الانتهاكات في معتقل الخليج الكوبي"وجدوا أن المحققين وضعوا القرآن في الحمام، وفي حالة على الأقل ألقيت المصاحف في المراحيض". وفي أفغانستانوباكستان ودول اسلامية عدة، يعاقب المسيء إلى الدين الإسلامي بالإعدام. تحرّك أميركي وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أعلنت أن العناصر الأولية للتحقيق حول هذه المعلومات لم تؤد إلى أي دليل على حدوث عمل من هذا النوع. غير أن الجيش الأميركي أكد أمس فتح الإدارة الأميركية تحقيقاً في الأمر، وتعهدت معاقبة كل من يثبت تورطه في هذه الإساءة في حال وقوعها. وفي مؤتمر صحافي في كابول، أعلن قائد القيادة الإقليمية الشرقية في أفغانستان الكولونيل غاري تشيك أن الأفعال المذكورة في التقرير لا تجسد القيم الأميركية. من جهته، أكد الناطق العسكري الأميركي الكولونيل جيمس يونتس"ان ثقافتنا وقيمنا لا تتسامح مع أي عدم احترام للقرآن أو أي دين آخر، وهذا يخالف عقيدتنا ولن نتسامح في شأنه". وقتل 15 شخصاً على الأقل وجرح العشرات في تظاهرات شهدتها أفغانستان الأسبوع الماضي وغيرها من الدول ذات الغالبية الإسلامية. التقرير الثاني وفي عدد"نيوزويك"الصادر أمس، كتب رئيس تحرير المجلة مارك ويتكر:"نأسف لورود أخطاء في بعض فقرات المقال ونعبر عن تعاطفنا مع الضحايا التظاهرات العنيفة التي جرت منذ ذلك الحين والجنود الأميركيين الذين تأثروا به"، وأضاف أن"وسائل إعلام كبرى أخرى تحدثت عن اتهامات بتدنيس القرآن في غوانتانامو استناداً إلى شهادات معتقلين فقط ونعتقد بأن معلوماتنا كانت تستحق النشر، لأن مسؤولاً أميركياً أكد أن محققي الحكومة عثروا على الدليل"على ذلك. وأوضحت المجلة أن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية لورانس ديريتا"انفجر غاضباً"عندما سأله أحد الصحافيين عن رد المصدر العسكري. وقال إن"أشخاصاً ماتوا بسبب ما قاله ابن ال... كيف يمكن أن يكون يتمتع بالصدقية بعد الآن؟". وقال ويتكر إن"مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية تعهدوا الاستمرار في دراسة الاتهامات وسنفعل الشيء عينه". ونقلت المجلة في عددها الأخير عن المحامي مارك فالكوف الذي يدافع عن بعض معتقلي غوانتانامو قوله إن 23 معتقلاً حاولوا الانتحار في 23 آب أغسطس 2003 لأن حراساً ألقوا مصاحف على الأرض قبل أن يدوسوا عليها. وكان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي نسب السبت إلى"أعداء"البلاد مسؤولية التظاهرات المناهضة للولايات المتحدة. وناشدت واشنطن المسلمين في مختلف أنحاء العالم التزام الهدوء. وتعهدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إجراء تحقيق شامل في ما تردد عن ممارسات في غوانتانامو.