وصفت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس انعكاسات مقال مجلة نيوزويك حول تدنيس المصحف الشريف من قبل جنود اميركيين بانها «فظيعة» مؤكدة ان القضية اثارت «مشكلة خطيرة جدا» بالنسبة لواشنطن في العالم الاسلامي. وفي تصريحات لصحافيين رافقوها خلال عودتها من العراق قالت رايس ان المقال اثار مشاعر سخط جديدة ازاء الولاياتالمتحدة. وقد اقرت نيوزويك بأن مقالها قد يحتوي على معلومات مغلوطة. وقالت رايس «انه امر مؤسف للغاية» معتبرة نشر المقال الذي «تسبب لنا في متاعب كبيرة» امرا «فظيعا». وقالت «كذلك نال المقال كثيرا من المساعي الاميركية الرامية تحسين سمعتنا وعلاقاتنا مع العالم الاسلامي». وشددت رايس على ان المسلمين شديدو الحساسية بعد الفضائح العديدة مثل عمليات التعذيب التي تعرض لها نزلاء سجن ابو غريب في العراق، وقالت يكفي القليل لتعزيز «ايديلوجيا الحقد ضد الولاياتالمتحدة». ٭ في كابول، وعد الجيش الاميركي في افغانستان امس بمضاعفة جهوده لكسب ثقة واحترام الشعب الافغاني عقب الاحتجاجات التي اثارتها تقارير عن تدنيس القرآن خلفت 14 قتيلا الاسبوع الماضي. وقال الكولونيل غاري تشيك «ان كسب ثقة واحترام الشعب الافغاني من العوامل الهامة لكسب الحرب هنا». واضاف في مؤتمر صحافي في كابول «ولذلك فسنضاعف جهودنا للتواصل مع الشعب الافغاني وجعلهم يدركون اننا هنا للحفاظ على امنهم ولمساعدتهم على اعادة بناء بلادهم». ٭ في لندن، أكد عدة معتقلين بريطانيين كانوا محتجزين في قاعدة غوانتانامو امس ان الجنود الاميركيين دنسوا القرآن مرارا سواء كان ذلك في سجون افغانستان او في قاعدة غوانتانامو الكوبية. وأكد معظم بك الذي افرج عنه من غوانتانامو في 26 كانون الثاني «يناير» امس الاثنين ان «الجميع يعلم» ان جنديا اميركيا القى بنسخة من القرآن الكريم في دلو كان يستخدم مرحاضا في سجن قندهار الافغاني. واوضح بيغ في موقع على الانترنت «وفي بغرام وفي نفس السنة (2002) رأيت عدة حوادث اثارت غضب المساجين بما فيها وضع القرآن في موقع يستخدم كمرحاض». واعلن معظم لوكالة برس اسوسيايشن البريطانية «اذا انكرت نيوزويك ما قالته فان ذلك من الحمق لان هناك اشخاصاً عديدين يقولون الشيء نفسه ومن الغريب الا تنكشف هذه المسألة حتى الآن في حين انه تم ذكرها بالتفاصيل منذ فترة طويلة». ٭ في القاهرة دان الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر قيام جنود أمريكيين بتدنيس المصحف الشريف في غوانتانامو مؤكدا أن هذا التصرف ترتب عليه شعور بالغضب الشديد في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وقال شيخ الأزهر في رسالة بعث بها أمس إلى كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية إن تدنيس المصحف الشريف أثار موجة عارمة من الغضب عمت العالم الإسلامي لأن القرآن الكريم هو كلام الله - عز وجل - الذي يؤمن به جميع المسلمين وبإخلاص العبادة له .. وطالب بإجراء تحقيقات جادة وسريعة في هذه المسألة والافادة السريعة بنتائج هذه التحقيقات. وأعرب شيخ الازهر عن أمله في أن تكون تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية التي عبرت فيها عن احترامها للاسلام ووصفته بأنه دين سلام عظيم يحترمه الامريكيون بشدة وأنه منتشر في أنحاء الولاياتالمتحدةالامريكية بداية لاجراء يتخذ ضد من قام بهذا العمل المذموم مشيرا إلى أن الوزيرة الامريكية أكدت أنه لن يتم التسامح مع الذين قاموا بازدراء القرآن الكريم. ٭ وفي دمشق صدر في دمشق بيان مشترك خطه مجموعة من علماء الدين الإسلامي و رجال الدين المسيحي أكدوا فيه واستنكروا الممارسات الظالمة والاجتراء الفاضح على كل المثل والقيم والأديان مطالبين بمحاكمة من أقدموا على تدنيس المصحف الشريف في معتقل غوانتانامو ومحاولة تدنيس كنيستي القيامة والمهد وتهويد المسجد الأقصى. وطالبوا في بيان صدر في ختام لقائهم المشترك في جامع بنى امية الكبير الاممالمتحدة والشرفاء في العالم بالوقوف بحزم امام هذه السلبيات التي تهدد السلام العالمي وذلك باصدار قانون دولي يجرم الاساءة للرموز والمقدسات الدينية والانسانية واكد البيان الذي نشرته «سانا» ان الخروقات الفاضحة في تدنيس المقدسات الاسلامية والمسيحية وانتهاكها يندى لها جبين الانسانية وترسخ الثقافة المادية الجافة وتضرب كل القيم والاخلاق من قبل هؤلاء الذين يزعمون انهم رواد الديمقراطية وحملة الحرية. ودان البيان الممارسات اللاانسانية التي يتعرض لها شعبنا العربي الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي وكذلك الممارسات الظالمة التي يتعرض لها شعبنا في العراق.