قال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل قبل أيام إنه يتوقع أن تبدأ بلاده بتصدير نصف مليون برميل من النفط الخام في اليوم ابتداءً من آب أغسطس المقبل ومليوني برميل في اليوم بحلول عام 2008، وأضاف، بعد لقائه نظيره البرازيلي سيلسو أموريم في ريو دو جانيرو،"ان الدراسات الأولية أثبتت أن السودان يقوم على بحيرة نفط حقيقية"، داعياً شركة النفط البرازيلية الحكومية بتروباس للاستثمار في المشاريع النفطية المحتملة في بلاده. من ناحية أخرى، صرح مسؤول سوداني كبير بأن بلاده تجري مناقشات مع شركات فيتول وترافيغورا وأركاديا الأوروبية التجارية لتسويق خام مزيج"دار"الثقيل الخفيض الكبريت. وسيقع اختيار السودان على شركة بعينها قبل آب عندما تبدأ صادرات الخام الجديد. وقال نائب الأمين العام لوزارة الطاقة والتعدين حمد النيل عبدالقدير للصحافيين على هامش مؤتمر في سنغافورة عن صناعة النفط"قدمت فيتور وترافيغورا وأركاديا عروضاً. وأحجمت الشركات الأخرى... ربما نظراً الى صعوبة تسويق الخام". ومن المقرر ضخ مزيج"دار"الثقيل في تموز يوليو في منطقتي الامتياز الثالثة والسابعة في حوض ميلوت جنوب شرقي السودان بإنتاج مبدئي قدره 140 ألف برميل يومياً يصل إلى 200 ألف برميل يومياً قبل نهاية العام. ومن شأن تدفق الإنتاج من المنطقتين الثالثة والسابعة أن يضاعف تقريباً إنتاج السودان إلى 500 ألف برميل يومياً بحلول نهاية العام. وكان عبدالقدير أقل تفاؤلاً من إسماعيل حول إنتاج السودان من النفط، فقال إنه قد يتجاوز مليون برميل يومياً فقط بحلول عام 2010، مشيراً إلى المؤشرات الطيبة من منطقتي الامتياز الثامنة والتاسعة في حوض النيل الأزرق وحوض ميلوت. وقال في المؤتمر إنه سيكون هناك المزيد من عمليات التنقيب"إذا أقر السلام. لدينا حقول واعدة جداً في الجنوب، لذا أقول إن الإنتاج سيصل إلى مليون برميل". ووقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاق سلام في كانون الثاني يناير الماضي ينهي اقتتالاً دام 21 عاماً في الجنوب وأودى بحياة ما يقدر بمليوني شخص. لكن ما زالت هناك احتكاكات مع بدء بعض فصائل الثوار مفاوضات في الجنوب مع عدد من الشركات لتطوير مكامن النفط هناك. وقد بدأ السودان محادثات مع شركة"بتروناس"الماليزية لإقامة مصفاة جديدة بطاقة 100 ألف برميل يومياً يمكنها تكرير الخام الجديد. وقال مصدر قريب من المناقشات إن من المحتمل توقيع اتفاق بحلول آب والانتهاء من انشاء المصفاة بحلول آخر عام 2008 . ولا يصدّر السودان حالياً سوى مزيج النيل المتوسط الخفيض الكبريت. ويبلغ حجم إنتاج هذا الخام نحو 300 ألف برميل يومياً. الجامعات الأميركية من ناحية أخرى، حثت مجموعة الأزمات الدولية، وهي جماعة لا تتوخى الربح، مئة جامعة أميركية على أن تدرس التخلص من أي أسهم قد تكون في حوزتها لشركات تتعامل مع السودان تعبيراً عن الاستياء من أسلوب الحكومة في معاملة المدنيين في دارفور. وقالت المجموعة في رسائلها إلى الجامعات الأميركية"سيرسل التخلص من أي اسهم كهذه إشارة قوية إلى نظام الحكم السوداني ومن يساندونه مفادها أن أعمال الحكومة في دارفور مرفوضة". وكان أكثر من مليوني شخص طردوا من ديارهم وقتل الآلاف كل شهر في القتال الدائر في منطقة دارفور غرب السودان. وأعلنت جامعة هارفارد الشهر الماضي أنها ستبيع حصتها في بتروتشاينا، وهي وحدة تابعة لشركة نفط الصين الوطنية المملوكة للدولة، تعبيراً عن الاستياء من سياسات حكومة الخرطوم في دارفور. وقال رئيس هارفارد لورانس سامرز آنذاك إن الشركة الأم لشركة بتروتشاينا لعبت دوراً أساسياً في صناعة النفط في السودان. وقالت مجموعة الأزمات في رسالتها إن قطاع النفط في السودان قطاع مربح جداً وتساعد عائداته في شراء أسلحة تستخدم في قمع شعب دارفور.