تبنى البرلمان الايراني المحافظ امس، قراراً يلزم الحكومة باستئناف تخصيب اليورانيوم وانتاج دورة الوقود النووي، في تصعيد ترافق مع تأكيده الاهداف السلمية للبرنامج الذري الايراني والتزام البلاد بمعاهدة حظر الانتشار النووي. كما لوح النواب بوضع صعوبات في طريق اقرار البروتوكول الاضافي الذي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش مباغت للمنشآت الايرانية. راجع ص 8 وعبر البرلمان الايراني بتلك الخطوة عن موقف جدي وواضح، ورافض للضغوط الغربية والأميركية، بعدما وصلت الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الاوروبيين الى طريق مسدود، ما دفع النواب الى توجيه انتقادات قاسية للدور الأوروبي ومماطلته، معتبرين ان الهدف من ذلك هو حرمان إيران من"حقها"في انتاج الوقود النووي وفرض تعليق دائم ومستمر لتخصيب اليورانيوم وبالتالي وقف برنامجها النووي. كما وجه النواب انتقادات واسعة لروسيا لتأخيرها"المتعمد"في تشغيل مفاعل بوشهر، اضافة الى المماطلة في تسليم ايران الوقود اللازم لتشغيله. وفي وقت عزا مراقبون التصعيد الى رغبة في تأجيل الحل لما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 حزيران يونيو المقبل، وذلك لقطع الطريق على استخدام اي مرشح هذه الورقة في مخاطبة المجتمع الدولي، في اشارة مبطنة الى هاشمي رفسنجاني الذي لمح الى قدرته على حل الأزمة في حال وصوله الى الرئاسة. في الوقت نفسه، اعلنت ايران قرارها استئناف المحادثات مع الثلاثي الاوروبي بريطانيا وفرنسا والمانيا، لاعطاء الاتحاد الاوروبي"فرصة اخيرة لايجاد تسوية"للازمة العالقة بين الجانبين، بحسب تعبير الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي. كذلك اكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسن روحاني المكلف الملف النووي ان ايران وافقت على تأخير اعادة تشغيل مصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان وسط"لبضعة ايام"تجاوباً مع طلب الاوروبيين"ريثما يعقد لقاء على مستوى الوزراء"بين الجانبين. وأوضح روحاني ان الاوروبيين عرضوا ان يعقد اللقاء"في الايام المقبلة ونحن موافقون على مبدأ التفاوض، لكننا لا نستطيع مواصلة المفاوضات معهم من دون استئناف جزء من نشاطاتنا"النووية. وشدد روحاني على"اننا نفضل ان تستأنف نشاطاتنا باتفاق مع الاوروبيين لكننا سنتمسك بقرارنا في حال عدم التوصل الى ذلك، ونستأنف نشاطاتنا". في المقابل أ ف ب، اكد وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه ان"اللقاء سيعقد في الايام المقبلة"بين وزراء خارجية الدول الثلاث في الاتحاد الاوروبي المانيا وفرنسا وبريطانيا وممثلي السلطات الايرانية, للبحث في الملف النووي. وأشار الى دعم روسيا للاتحاد الاوروبي في هذا الملف. وأضاف الوزير الفرنسي:"ما زلنا نقول انه ينبغي ان يتواصل الحوار الذي بدأته اوروبا عبر احترام الاتفاق الموقع في باريس"في تشرين الثاني نوفمبر 2004. وينص هذا الاتفاق على تجميد ايران نشاطاتها في انتاج اليورانيوم المخصب في مقابل مفاوضات مع الثلاثي الاوروبي من اجل تعاون متعدد الاوجه بما فيه التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية. وشدد بارنييه على انه يتعين على ايران ان"تدرك جيداً انه لا يمكن التقدم نحو اتفاق الا عبر ذلك".