استبعد مصدر بارز في المعارضة احتمال عقد اجتماع لها على مستوى القيادة لحسم الأمور العالقة التي اثيرت في اللقاء الأخير لها في البريستول، وعزت السبب الى الاعتبارات الآتية: وجود صعوبة في توافق قادة المعارضة على تشكيل اللوائح الائتلافية التي ستخوض على اساسها الانتخابات في كل لبنان.و استمرار التباين مع"التيار الوطني الحر"بزعامة العماد ميشال عون من جهة وبين قوى اخرى فاعلة في المعارضة، إذ ان الأول يواصل حملته ضد بعض قادة المعارضة. و ضرورة حسم التباين الناجم عن البيان الأخير لمجلس المطارنة الموارنة الذي اتاح للعماد عون من جهة ولبعض القوى الفاعلة في السلطة من ناحية ثانية تنظيم حملة سياسية ضد"لقاء قرنة شهوان"من دون مبادرة بكركي الى التدخل لحمايته.وان معظم قادة المعارضة يفضلون البحث في تشكيل اللوائح الائتلافية وفي اختيار المرشحين في لقاءات منفردة بدلاً من ان تحسم في اجتماع موسع. وانبعض قادة المعارضة وخصوصاً رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط وسعد الدين رفيق الحريري لا يرغبان في عقد هذا الاجتماع لئلا يحاول البعض استغلاله والتعاطي معه على انه موجه ضد القوى الشيعية غير المشاركة في المعارضة, وبالتالي فهما يفضلان ان تبحث الأمور كلها من خلال المشاورات الثنائية والموسعة. من جهة ثانية، اكدت مصادر في المعارضة وجود صعوبة حتى الساعة في التفاهم مع عون على تشكيل اللوائح الائتلافية في معظم المناطق اللبنانية، وقالت ان السبب لا يعود الى تحفظات ممثليه في لقاء المعارضة على البيان الأخير الصادر عنها، بمقدار ما انه ناجم عن وجود شعور لدى معظم القوى فيها ان هناك صعوبة في الاستجابة لكثرة طلباته في الدوائر الانتخابية، اذ انه يصر على ان يكون له مرشحون في معظم الدوائر اضافة الى انه يطالب بحصة الأسد في قضاء بعبدا الذي يشكل مع قضاء عاليه دائرة انتخابية واحدة. وأضافت المصادر ان المفاوضات الأولية لم تنته الى نتائج ايجابية في ضوء اصرار عون على ان يحصر التمثيل الماروني في بعبدا - المتن الجنوبي بالتيار الوطني الحر وحلفائه، إضافة الى مطالبته بمقعد شيعي لمصلحة مرشحه رمزي كنج عن احد المقعدين الشيعيين في هذه الدائرة. وأشارت الى ان التيار الوطني سمى ثلاثة مرشحين موارنة عن بعبدا هم: حكمت ديب، الدكتور ناجي غاريوس، ونقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي اضافة الى كنج. وقالت ان هذا يعني ان عون لم يترك للقوى الأخرى سوى مقعد شيعي وآخر درزي. وأوضحت ان عون يطالب بتمثيل ماروني في الشوف لمصلحة مرشحه غياث بستاني وآخر ارثوذكسي في عاليه لحساب اللواء المتقاعد عصام ابو جمرا. وقالت انه يصر على ان يكون له تمثيل مميز في دائرتي المتن الشمالي وكسرون - جبيل، اضافة الى إصراره على ان يعطى مرشحين في بيروت، واحد عن الأرمن الكاثوليك والآخر عن البروتستانت. وفي هذا السياق كان تردد ايضاً ان عون يقترح تمثيله في العاصمة بمرشح سني وآخر أرثوذكسي. لكن هناك من يعتقد بأنه يسعى الى تكبير حصته لضمان تمثيله بالمقعدين الأرمن الكاثوليك والبروتستانت. كما تردد ان عون يصر على ترشح صهره جبران باسيل عن البترون والقاضي المتقاعد سليم عازار عن الكورة، ورينيه خلاط عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس والعقيد المتقاعد فايز كرم عن زغرتا اضافة الى مطالبته بالمقعد الماروني في طرابلس وبمقعد في عكار يكون من نصيب الأرثوذكسي عبدالله حنا او الماروني انطوان حنا. ولفتت المصادر الى وجود صعوبة في الموافقة على شروط عون وقالت ان اللوائح الائتلافية الخاصة بقوى المعارضة لا تتسع لهذا الكم من المرشحين المحسوبين على التيار الوطني. وإذ لم تعرف المصادر اسباب إصرار عون على ان يكون"بيضة القبان"في لوائح المعارضة، قالت في المقابل انها تخشى من ان يكون يهدف من وراء تمسكه بالعدد الأكبر من المرشحين المنتمين الى تياره، الى توفير الذرائع للخروج من وحدة المعارضة تمهيداً لإقامة تحالفات جديدة تخضع في الأساس الى حساباته السياسية على قاعدة رغبته في تمييز نفسه عن الآخرين. الى ذلك، توقعت مصادر في زحلة إمكان التوصل الى الإعلان عن ائتلاف انتخابي في المدينة برئاسة النائب ايلي سكاف وبمشاركة نقولا فتوش، محسن دلول، بول شربل، والدكتور انطوان ناشاقيان، على ان يترك المقعد المخصص للطائفة السنية الى المرشح الذي يختاره سعد رفيق الحريري الذي كان تواصل في الأيام الأخيرة مع سكاف من اجل التوصل الى تأليف لائحة ائتلافية.