قال الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ان الجزائر ستستمر في دعم الشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية إلى غاية إيجاد تسوية نهائية وعادلة لها، مؤكداً اقتناعه بأن النزاع بين المغرب وجبهة"بوليساريو"سيُسوّى على الأرجح باستفتاء لتقرير المصير يُشبه الاستفتاء الذي نظمته الأممالمتحدة في تيمور الشرقية وانتهى باستقلالها عن اندونيسيا قبل سنوات. وتحدث الرئيس الجزائري مطولاً عن النزاع في الصحراء الغربية الذي يعكر صفو العلاقات مع المغرب. وقال في كلمة خلال مأدبة عشاء أقامها على شرفه الرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا دا سيلفا في برازيليا، الخميس، ان مسألة الصحراء الغربية"هي مشكلة تصفية استعمار من اختصاص منظمة الأممالمتحدة التي تعود إليها مسؤولية فرض احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". وشبّه الوضع في الصحراء بالوضع الذي كانت عرفته تيمور الشرقية قبل حصولها، قبل سنوات، على استقلالها عن اندونيسيا بعد استفتاء تقرير المصير. وقال مخاطباً الرئيس لولا:"لقد رحبنا بالموقف الشجاع والعادل للبرازيل في شأن مسألة تيمور الشرقية. وقد شاطرناكم هذا الموقف تمام المشاطرة". وأضاف:"إنني واثق من أننا سنواصل السعي سوياً بالطريقة نفسها الى نصرة الشرعية الدولية بالنسبة الى مشكلة الصحراء الغربية التي هي مشكلة شبيهة في طبيعتها بمشكلة تيمور الشرقية". وأكد أن موقفه"موقف مبدئي لا ينبغي البتة أن يُشكل عائقاً يحول دون البناء المغاربي الذي ترنو إليه شعوب المنطقة وتتمناه بشغف". وهذه المرة الأولى التي يُعبّر فيها الرئيس بوتفليقة عن موقفه بوضوح من قضية الصحراء بعد القمة التي جمعته مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في الجزائر في آذار مارس الماضي والتي عززت اقتناع الأوساط السياسية بتوجه البلدين إلى تهدئة العلاقات الثنائية بإبعادها عن تأثيرات ملف النزاع حول الصحراء. وتحدث البيان الختامي المشترك الذي توج الزيارة الرسمية التي قام بها بوتفليقة إلى البرازيل عن ملف الصحراء الغربية وأكد عزم البلدين على"دعم تطبيق مخطط التسوية الذي اقره مجلس الأمن في لائحته رقم 1495". وبدأ بوتفليقة، أمس، جولة إلى مدينة ساو باولو العاصمة الاقتصادية للبرازيل في ختام زيارته الرسمية، ومنها سينتقل اليوم السبت إلى تشيلي في زيارة رسمية ويزور بعدها البيرو التي يختتم فيها جولة على بلدان أميركا اللاتينية بعد مشاركته في قمة الدول العربية وأمريكا اللاتينية. الى ذلك، وصف رئيس المجلس الشعبي الجزائري الغرفة الأولى للبرلمان عمار سعيداني، الخميس، في روما العلاقات بين الجزائر والمغرب ب"العلاقات الممتازة"بعد قمة بوتفليقة ومحمد السادس. وذكر سعيداني في لقاء صحافي مشترك مع رئيس مجلس النواب الايطالي بيار فيرديناندو كاسيني أن مسألة الصحراء من اختصاص الأممالمتحدة و"لن تكون بأي حال من الأحوال سبباً في سوء العلاقات بين البلدين الشقيقين". وفي الإطار ذاته، أعلن مصدر رسمي في الجزائر أن حكومة النروج قدمت أسفها إلى مسؤولي جبهة"بوليساريو"بعد الزيارة التي قام بها سفير النروج في المغرب إلى الصحراء الغربية. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أمس، عن نائب وزير الشؤون الخارجية النروجي فيدار هالسن تأكيده خلال لقاء في بروكسيل مع محمد سيداتي، الوزير المستشار المنتدب من اجل أوروبا عضو الأمانة الوطنية ل"بوليساريو"، دعم أوسلو"الواضح والصارم لقرارات الأممالمتحدة"وخطة المبعوث الدولي السابق جيمس بيكر لإيجاد حل عادل وسلمي للنزاع في الصحراء. ونقلت عن هالسن أسف حكومته للزيارة التي قام بها سفيرها في المغرب إلى الأراضي الصحراوية، لافتاً إلى أن الزيارة"المفاجئة"و"التصريحات غير المتبصرة"التي أدلى بها هي"عمل مؤسف لن يتكرر مرة أخرى". وكان نواب نروجيون اعترضوا على زيارة السفير الى الصحراء المتنازع عليها بين المغرب و"بوليساريو".