انتقد عمر سعيد، مسؤول"هيئة علماء المسلمين"في الفلوجة، العملية العسكرية الاميركية في مدينة القائم على الحدود العراقية السورية. وقال ل"الحياة"ان"هدف التصعيد العسكري ضد القائم، ضبط الحدود مع سورية، والأميركيون لديهم أجندة خاصة والعملية في القائم جزء من السياسات الاميركية الموجهة ضد سورية، خصوصاً ان هذه المنطقة حيوية للتجارة وانتقال البضائع بين بغداد ودمشق". واشار الى وجود مقاتلين عرب في المنطقة يدعمون المقاومة ضد قوات الاحتلال، نافياً وجود أبي مصعب الزرقاوي فيها. وقال:"أتحدى الأميركيين ان يثبتوا وجوده في مدن محافظة الأنبار أو في القائم". واتهم حكومة ابراهيم الجعفري ب"مسايرة"السياسة العسكرية الاميركية، مشيراً الى ان هذه الحكومة"افتتحت أجندتها بتحريك قوات الأمن لاعتقال أئمة المساجد وأعضاء هيئة علماء المسلمين، وهذه بداية سيئة للجعفري، لا تعكس جديته في الحوار الوطني". الى ذلك، نقل عن وزير الداخلية العراقي بيان جبر قوله ان قوات الأمن بدأت اجراءات"حاسمة"لتطويق تصاعد العنف. وافادت معلومات ان هذه الاجراءات شملت"فرض حصار"على بعض الأحياء"الساخنة"في العاصمة مثل الدورة والرحمانية والأعظمية، حيث يُعتقد بأن بعض السيارات المفخخة وانتحاريين عرب يأتون من هذه المناطق. وذكرت أوساط في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"ان وزير الداخلية السابق فلاح النقيب أخفى كثيراً من الوثائق المهمة عن"إرهابيين"، و"سلم حقيبة وزارة الداخلية الى الوزير الجديد بلا أرشيف معلومات، كانت أجهزة الوزارة حصلت عليه على مدى شهور". سياسيون في حزب النائب مشعان الجبوري حزب المصالحة والتحرير قالوا ل"الحياة"ان"تياراً ايرانياً"يصفونه بالتيار الصفوي نسبة الى الدولة الصفوية التي حكمت في ايران، موجود داخل كتلة"الائتلاف"الشيعية ذات الأكثرية في البرلمان،"يدعم السياسة الأمنية الأميركية ضد القائم ومدن محافظة الانبار". وأشاروا الى معلومات حصل عليها الجبوري تفيد بوجود"صراع بين الخط الوطني داخل الائتلاف والذي يؤيد الحوار مع المناطق الساخنة، وبين الخط الصفوي الذي يريد استخدام القوة المفرطة ضد هذه المناطق، ويجري اتصالات بالأميركيين لدعم هذا التوجه". في الوقت ذاته، طالبت"هيئة علماء المسلمين"الحكومة بتأمين الخدمات الصحية للعائلات النازحة من مدينة القائم التي شهدت معارك ضارية بين القوات الاميركية وبين أنصار الزرقاوي، وأدت الى نزوح اكثر من 250 عائلة من المدينة التي يصل عدد سكانها الى 150 ألف شخص. وقال حارث العبيدي عضو مجلس شورى الهيئة ل"الحياة"ان"العائلات النازحة تعيش أوضاعاً مأسوية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام الخدمات الصحية اللازمة لإغاثة الجرحى من النازحين"، لافتاً الى ان"بعض العائلات انتقل من المدينة للعيش مع أقرباء في الأقضية الأخرى، فيما فضلت عائلات أخرى نصب خيم عند أطراف نهر الفرات هرباً من القصف الجوي"الاميركي. واعترف العبيدي بوجود عناصر"ارهابية"في مدينة القائم، لكنه قال ان على الحكومة"ألا تمارس الأساليب التي مارسها النظام السابق في قمع المدن". وشدد على ان"هيئة علماء المسلمين تدين كل عمليات قتل المدنيين الأبرياء، من قبل الجيش الأميركي والحرس الوطني العراقي". واعتبر فصال الكعود محافظ الأنبار الذي اقصاه أهالي المدينة ورفضت الحكومة استقالته، ان العدد المعلن للنازحين مبالغ فيه، وان العائلات التي غادرت المدينة لا تتجاوز مئة، لافتاً الى ان الاهالي يتعرضون الى نار القوات الاميركية والعناصر المسلحة، ما دفع بعضهم الى مغادرة المدينة باتجاه منطقتي عانة وراوه والقرى المحاذية لنهر الفرات. ونفى أنباء عن اشراك قوات"البيشمركة"الكردية وميليشيات بدر في المعارك التي تخوضها القوات الاميركية في المدينة، مشيراً الى ان القوات الاميركية أحكمت قبضتها على الحدود مع سورية و"اغلقت المنافذ التي عبر منها مئات من المتسللين". واكد دخول أكثر من مئة سيارة مفخخة العراق من منفذ القائم في الاسبوعين الماضيين"وفق المعلومات الاستخباراتية".