أعربت اسرائيل عن عميق ارتياحها لتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بأن المجتمع الدولي لن يوافق على اشراك "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ليكرر رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون موقفه المعارض إشراك الحركة في الانتخابات، لافتاً الى "نجاحه" في طرح هذه المسألة على اجندة المجتمع الدولي، ومعتبراً مشاركة الحركة في الانتخابات "خطراً ومناقضاً لخريطة الطريق"، فيما كرر وزير الدفاع شاؤول موفاز تهديداته للحركة بمزيد من الضربات العسكرية في حال استأنفت اطلاق القذائف على بلدات اسرائيلية. ورد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأن "السلطة ترفض رفضاً قاطعاً أي حديث عن الانتخابات من أي جهة كانت، لأن ذلك غير مقبول على الاطلاق، ويعتبر تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية الفلسطينية". واستهل شارون جلسة الحكومة الاسبوعية أمس بالقول انه في لقاءاته الأخيرة في نيويورك مع قادة دول العالم أوضح انه يجب التركيز الآن على ما يدور في غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي لضمان نجاح العملية السياسية التي ينبغي ان تلي الانسحاب. وأضاف ان اسرائيل سلمت السلطة الفلسطينية المسؤولية عن القطاع بعد ان أوضحت لها ان استتباب الأمن والنظام والاقتصادي سينعكس ايجاباً على السكان الفلسطينيين وسيبين وجهتهم. وزاد ان اسرائيل اكدت انها ستقدم يد العون للسلطة لتجعل من الانسحاب الاسرائيلي من القطاع عملية ناجحة. وتطرق شارون الى مشاركة "حماس" في الانتخابات التشريعية المقبلة، وقال ان اسرائيل ترى في مشاركة الحركة "بشكلها الحالي" خطراً وان هذه المشاركة تتعارض و "خريطة الطريق" الدولية والتفاهمات مع السلطة الفلسطينية، مضيفاً: "أوضحنا ان المشاركة ممكنة فقط في حال تخلت الحركة عن الارهاب وتجردت من السلاح وفككت قواعدها وألغت ميثاقها الداعي الى القضاء على اسرائيل". وأضاف مستدركاً ان اسرائيل ترى ان "الانتخابات الفلسطينية شأناً داخلياً ولا تستطيع منع اجرائها"، إلا ان مشاركة هذه الحركة في الانتخابات ستحدد مدى التعاون الاسرائيلي في هذه الانتخابات، ولن تمكننا من التعاون كما حصل إبان انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية "مطلع العام الحالي". وكان شارون وأقطاب حكومته هددوا في الأسابيع الأخيرة بعرقلة سير الانتخابات التشريعية في حال شاركت "حماس" فيها من خلال عدم إزالة الحواجز العسكرية لجيش الاحتلال في الضفة الغربية وعدم منح تسهيلات للفلسطينيين في تنقلاتهم وحركتهم. مشاركة "حماس" على الاجندة الدولية وتابع شارون ان وضع مسألة عدم مشاركة "حماس" في الانتخابات على جدول اعمال المجتمع الدولي - خلال لقاءاته عدداً من زعماء العالم على هامش اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل اسبوعين - كان خطوة صحيحة "ونعتزم مواصلة العمل مع المجتمع الدولي في هذا الموضوع". وختم بتوجيه "التقدير العميق" لموقف الولاياتالمتحدة من هذه المسألة "كما انعكس في تصريحات وزيرة الخارجية أواخر الاسبوع الماضي". وأعربت وزيرة القضاء الاسرائيلية تسيبي ليفني عن أملها في ان تحذو أوروبا حذو واشنطن وتتخذ موقفاً مماثلاً حيال "حماس" لتوضح هي ايضاً للفلسطينيين أنه لا يمكن المشاركة في العملية الديموقراطية من دون الحسم الواضح ضد الارهاب. وأضافت ان الفرصة متاحة الآن أمام الفلسطينيين لوضع حركة "حماس" على المحك: إما اللعبة الديموقراطية والتجرد من السلاح أو عدم الحسم في هذه المسألة، وحينها سيفوتون الفرصة ويُدخلون العملية السياسية في جمود". وأبدى وزير الخارجية سلفان شالوم ارتياحه لما وصفه بنجاح الديبلوماسية الاسرائيلية في ايصال رسالتها الى العالم حول "مدى خطورة مشاركة حماس في الانتخابات". وقال ان هذه الرسالة "تغلغلت جيداً لدى قادة العالم" وان تصريحات رايس الاخيرة تجسد ذلك. وزاد ان الانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية، وبخلاف الوضع في القطاع، لن تنجح من دون مساعدة اسرائيلية من خلال رفع الحواجز العسكرية "ونحن لن نمكن حماس من المشاركة في الانتخابات". مضيفاً ان الحركة تسعى الى استبدال النظام الحالي في السلطة الفلسطينية من علماني معتدل الى أصولي متطرف. "ثمار أول الغيث" من جهته، تباهى موفاز ب "ثمار العملية العسكرية" التي نفذها الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في القطاع الاسبوع الماضي وحملت اسم "أول الغيث"، وقال لزملائه الوزراء ان "الثمن الذي وضعته اسرائيل بين لحماس ان قواعد اللعبة في القطاع تغيرت ما يضع صعوبات أمام الحركة للعودة الى مسار اطلاق القذائف على بلدات اسرائيلية". وتابع انه تبين بوضوح ان قواعد اللعبة الجديدة التي أملتها اسرائيل في القطاع أحدثت صدى مدوياً في الساحة الفلسطينية "لكنها لم تؤد الى تغيير تام في أوساط المتنفذين في السلطة". وزاد موفاز ان العمليات العسكرية ضد الحركة هدفت ايضاً الى ضرب صورة الحركة الاسلامية في الشارع الفلسطيني وتنفيذ اعتقالات في صفوف قيادتها في الضفة الغربية والمس بمؤسسات الحركة المدنية والتضييق على تحركات كبار ناشطيها وغيرها. وزاد ان "حماس تلقت ضربة كبيرة ألحقت بها ضرراً جسيماً في هذه الجولة من التصعيد"، متوقعاً مواصلة نشاطها "الارهابي" في الضفة. وتوعد موفاز بالاقتصاص من قتلة الاسرائيلي ساسون نوريئيل الاسبوع الماضي بعد ان تم خطفه الى مناطق الضفة، ومن المسؤولين عن العملية. وأكد موفاز ان العملية العسكرية "أول الغيث" لم تنته انما عُلقت وان اسرائيل ستقوم بالمزيد من الغارات على القطاع اذا اقتضت الضرورة ذلك، لكنها ستواصل حملة الاعتقالات في الضفة.