اظهرت دراسة بريطانية ان"الطقس المشمس والجميل والحار"يزود المكتئبين بالشجاعة الكافية للاقدام على الانتحار. وتحدث البروفسور كريس طومسون، رئيس مجموعة"بريوري"البريطانية عن"علاقة وثيقة"بين حرارة الشمس والاقدام على الانتحار. لكنه لم يُعط تفسيراً لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي عن اسباب ارتفاع نسبة العمليات الانتحارية لقضايا سياسية وما اذا كان للطقس علاقة بها او ما اذا كانت العمليات الانتحارية الدورية في العراق يمكن ان تُفسر بارتفاع درجة الحرارة ام بغيرها! وقال طومسون"من السخرية ان تكون الشمس المتنفس الذي يمحو الكآبة عن الناس هي التي تساعدهم في تنفيذ خططهم الانتحارية". واشار الى ان"فصل الربيع بداية حياة جديدة لكن التناقض بين عالم تنفتح ازهاره وسواد العالم الداخلي الذي يعيشه المصاب بالائتكاب قد يكون صعب التحمل في الكثير من الاحيان". ولاحظت"بريوري"ان اعلى نسبة بين المنتحرين في بريطانيا تحدث في ايار مايو وان نسبتها تتجاوز المعدل العام وهو"محاولة انتحار كل 84 دقيقة في كل من بريطانيا وايرلندا". وتُقدر دراسات كندية واسكندينافية ان في عقل الانسان"مادة السعادة"الكيماوية، واسمها"سيروتونين"، يختل توازنها مع ارتفاع الحرارة وظهور اشعة الشمس. ووفق احصاءات الجمعية البريطانية لمكافحة الكآبة والانتحار يصل عدد البريطانيين الذين يُنهون حياتهم باساليب عدة الى 6300 شخص سنوياً في حين تفيد آخر الاحصاءات المتوافرة عن عمليات الانتحار في الولاياتالمتحدة انها في حدود 31 الف شخص غالبيتهم من الرجال البيض. وتُقدر منظمة الصحة العالمية العدد السنوي للمنتحرين في العالم بحوالى مليون شخص لكن المنظمة لا تملك احصاءات عن الشرق الاوسط كما ان اي منظمة في المنطقة لم تدرس هذه الظاهرة وتجمع ارقام المنتحرين، او الانتحاريين، وتُقوم اسبابها وتُحللها. لكن الغالبية العظمى لهذا النوع من العمليات في الشرق الاوسط جرى في الصباح ومع بزوغ الشمس. ويعتبر جوزية بيرتولوت اخصائي الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية ظاهرة الانتحار الناتجة عن الكآبة والاحباط السياسي والاجتماعي بانها"وباء دولي مسؤول عن سقوط 1.5 في المئة من نسبة ضحايا الاوبئة في العالم". وكانت دراسات غربية ربطت العمليات الانتحارية في بعض مناطق العالم باسباب دينية... لكن غالبية رجال الدين في منطقة الشرق الاوسط ادانت هذه الظاهرة وشجبتها. واحتلت منطقة الشرق الاوسط المرتبة الاولى في العمليات الانتحارية السياسية اعتباراً من عام 1982، تاريخ الاحتلال الاسرائيلي للبنان، وما لبثت ان ارتفعت وتيرتها في سنوات الانتفاضة الثانية قبل ان تنتقل بقوة الى العراق بعد اسقاط صدام حسين. وكانت مجموعات شرق اوسطية وآسيوية اعتبرت المجموعة الانتحارية، التي نفذت اعتداءات ايلول سبتمبر 2001، جهادية لكن مدارس دينية ومذاهب اخرى اعتبرتها"بدعة وتطرف"ما ادى الى حدوث ويلات بعدها. ومع ان اليابان سجلت اكثر نسبة من العمليات الانتحارية المنظمة اثناء الحرب العالمية الثانية، خصوصاً عمليات الكاميكازي التي نفذها افراد السلاح الجوي الامبراطوري ضد قطع البحرية الاميركية التي كانت تتجه الى الاطباق على اليابان... الا ان حرب فييتنام شهدت اكثر عدد من الهجمات الانتحارية التي سُجلت في التاريخ الحديث وهي اكثر بكثير من الهجمات الانتحارية التي شنها الحرس الثوري الايراني ضد جيش صدام اثناء الحرب العراقية - الايرانية التي دامت ثماني سنوات. وتُقدر معاهد ابحاث اميركية، بعضها يرفع دراساته الى وكالة الاستخبارات المركزية، ان في العالم ما يراوح بين 20 و30 ألف انتحاري مُسيّس. لكن لم يُكشف النقاب عن مصادر لهذه المعلومات او الاسس التي اعتمدت عليها التقديرات.