شهدت الحدود العراقية السورية معارك ضارية لليوم الثالث على التوالي، بين القوات الأميركية وأنصار الاسلامي الأردني أبي مصعب الزرقاوي، في اطار عملية"ماتادور"مصارع الثيران الواسعة النطاق التي يشنها الأميركيون منذ السبت الماضي لوقف تسلل"المقاتلين الأجانب وتدمير خطوط الإمداد التي أنشأها المقاتلون عبر الأراضي السورية". وأبدى قادة مشاة البحرية الأميركية المارينز"دهشتهم"إزاء ضراوة المقاومة التي يواجهونها. وأفادت صحيفة"ذي تايمز"اللندنية أن المسلحين استخدموا قوارب لنقل أسلحة وعتاد بين جانبي نهر الفرات، مشيرة الى تسليحهم الجيد وارتدائهم بزات واقية من الرصاص. وترافقت هذه المعارك مع حركة نزوح لسكان المنطقة الحدودية خصوصاً في مدينة القائم وجوارها. وقال أحد السكان:"انه أمر رهيب، هناك قناصة في كل مكان... وقصف صاروخي... ولا طعام ولا كهرباء". وخطف مسلحون محافظ الأنبار الجديد رجاء نواف من داخل مدينة القائم واقتادوه الى الرمادي، ونقلت وكالة"رويترز"عن شقيقه حامد ان الخاطفين"يطالبون بوقف القتال بين عشيرته وأنصار الزرقاوي". ونقلت وكالة"اسوشييتد برس"عن الناطق باسم القوات الأميركية في العراق اللفتنانت - كولونيل ستيفن بويلان قوله ان"المنطقة مكتظة بالمقاتلين الأجانب من مناطق مختلفة مثل سورية والأردن وفلسطين والسعودية". وأعلن الجيش الأميركي أن المعارك أسفرت حتى أمس عن مقتل ثلاثة من جنوده وأكثر من مئة مسلح، لكن صحيفة"لوس أنجيليس تايمز"أكدت أن 20 جندياً أميركياً على الأقل جُرحوا في الهجوم. وأوضح النقيب"في المارينز"جيفري بول أن الجيش الأميركي بنى جسراً فوق الفرات لنقل الجنود والعتاد، لافتاً الى أن المسلحين حاولوا شن هجوم مضاد قرب قاعدة"كامب غانون"الأميركية في القائم، مستخدمين أسلحة رشاشة وصواريخ مضادة للدروع وعبوات بالتزامن مع شنهم هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين. وقال إن المسلحين دمروا عربة"همفي"، فيما دمرت دبابة أميركية سيارة مفخخة يقودها انتحاري. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن الكولونيل بوب تشايس قائد العمليات في الفرقة الثانية" من المارينز"قوله إن"العدو شعر بالأمان هناك. كانت المنطقة ملجأ آمناً بالنسبة اليهم"، مضيفاً أن بينهم عدداً من"البعثيين". وتابع أن المسلحين أنشأوا شبكة"خطوط"من الرجال والمواد من سورية الى العراق، و"يجب وقفها". وأضاف:"لكنها الآن ليست ملجأ آمناً ولن تعود كذلك". وأبدى الأميركيون"دهشتهم"ازاء ضراوة المقاومة في قريتي عبيدة وكرابيله حيث اضطروا الى خوض معارك من منزل الى آخر، في مواجهة المسلحين الذين تحصنوا خلف أكياس رملية وانتشروا على سطوح المنازل. الى ذلك، استهدفت عمليتان انتحاريتان مركزاً للشرطة ودورية أميركية في بغداد، ما أسفر عن مقتل سبعة عراقيين وجرح 19 آخرين بينهم ثلاثة جنود أميركيين.