في مدى زمني قصير، استطاعت المطربة رويدا عطية الخروج من ثوب الهواية إلى عالم الاحتراف والانطلاق نحو النجومية. وعرفت كيف تثبت اسمها على الساحة الفنية وتحقيق الانتشار والشهرة. اليوم، تقف عطية أمام رهان جديد مع قرب طرح ألبومها الثاني، فالحفاظ على النجاح ليس سهلاً، والطريق الشائكة تحتاج إلى التخطيط والذكاء."الحياة"التقت رويدا عطية، وكان معها هذا الحوار. تطلقين قريباً ألبومك الثاني، حدثينا عنه؟ - أنهيت تسجيل الأغاني قبل أيام قليلة، يضم الألبوم 10 أعمال تعاملت فيها مع عماد شمس الدين في أغنيتين من كلماته وألحانه، فضلاً عن الشعراء: عمر بطيشة، صفوح شغالة، عماد إلهامي، عوض البدوي، سعود الشربتلي ومطلع الشمس، ومع الملحنين: صلاح الشرنوبي، رياض الهمشري، جورج مارديروسيان، وسام الأمير، وليد سعد ونزار العبدالله. وأعتقد بأن هذا الألبوم سيكون أفضل من السابق بسبب تنوع الألوان الغنائية التي قدمتها فيه، كما يحمل توزيعاً موسيقياً لافتاً قام به كل من طوني سابا وباسم رزق وروجيه خوري. حتى الآن، لم يحدد اسم الألبوم، وهناك مخطط لتصوير أربع أغاني. تبدين سعيدة بهذا التنوع الفني وبالأسماء التي تعاملت معها! - بالطبع، فأنا كنت أحلم بأن أتعاون مع الملحن صلاح الشرنوبي. وأعلنها للمرة الأولى، أن واحدة من الأغنيتين اللتين لحنهما لي مدتها سبع دقائق، وهي طربية بكل معنى الكلمة، وستثبت كل طاقتي وإمكاناتي الصوتية، من دون أن يقلل هذا الكلام من شأن بقية من تعاملت معهم. هل سيبعد هذا العمل الاتهامات التي طاولتك في الألبوم السابق حول عدم وجود هوية فنية ثابتة لك؟ - أتمنى ذلك، ألا يقال أيضاً إن صوتي يشبه أصواتاً أخرى، خصوصاً أنني سعيت هذه المرة جاهدة للغناء بإحساسي الخاص. يبدو أن اللهجة المصرية ستغلب على أغاني العمل هذه المرة... - هناك خمس أغاني باللهجة المصرية، وأغنيتان باللهجة اللبنانية، وثلاث باللهجات البدوية والسورية والخليجية. تحدثت كثيراً في الفترة الماضية عن تصويرك لأغنية"مكتوبلي"، لكنها لم تنفذ. لماذا؟ - لأسباب عدة، أولها الأوضاع الأمنية التي حصلت في لبنان، وسافرت كثيراً لإحياء حفلات غنائية، ثم شُغلت بإنجاز أغاني الألبوم بين لبنان ومصر. اليوم قررت شركة"الشمس"المنتجة لأعمالي تصوير الأغنية، لكنني غير موافقة لأن الألبوم الجديد سيطرح في الأسواق مع بداية شهر حزيران يونيو ويهمني الترويج له أكثر. أما في حال تأخر موعد صدوره عن هذا التاريخ، فسأطلق عندها أغنية واحدة من الألبوم، وسأصوّرها على طريقة الفيديو كليب. دعينا نتحدث أيضاً عن مشاركتك التمثيلية البسيطة في الفيلم اللبناني"البوسطة"للمخرج فيليب عرقتنجي. - أنا في الأساس لم أشارك كضيفة شرف في هذه الفيلم من أجل التمثيل، ويمكنك القول إن صوتي يطغى على حضوري التمثيلي. الفيلم ميوزيكال كوميدي، وتختلط فيه الموسيقى الشرقية بالغربية. ويحكي عن أفراد فرقة راقصة يجتمعون من جديد بعدما فرقتهم الحرب. دوري صغير جداً، وأجسد فيه شخصية أم وزوجة لأحد راقصي فرقة الدبكة، وأغني فيه أغنيتين. لماذا وافقت على هذه التجربة؟ - لأن الفيلم يحكي عن التراث الغنائي، وأنا أحب هذا اللون والناس أيضاً أحبتني فيه. ولأن عرقتنجي مخرج محترم وقدمني في إطار جيد ولائق، كما أن هذه التجربة ستكسبني خبرة مستقبلية عندما أصوّر أغنياتي. هل هناك عروض تمثيلية أخرى؟ - هناك عروض لتصوير إعلانات تجارية، لكنني ما زلت أرفض هذه الناحية. تُنتقدين كثيراً بسبب تغييرك المستمر لشكلك الخارجي، من دون الاستقرار على شخصية واحدة. - سأقوم بالأمر نفسه مع طرح ألبومي الجديد. في النهاية أنا فنانة، وليس خطأ أن أطل كل فترة في صورة جديدة. لكن ما يهمني أن يحب الناس صوتي أولاً وليس شكلي. يمكنك القول إنني أجرّب ذلك لأستقرّ لاحقاً على الشكل الأنسب لصورتي. خلال عام واحد فقط أصبحت نجمة ناجحة وأحبك الناس، ويراهن الكثيرون على استمرارك المستقبلي. ما تعليقك على ذلك؟ - مسألة تخيفني وتحملني مسؤولية أكبر وتطالبني بالاستمرار دائماً في الطريق الصحيح. أحببت الشهرة، لكنها لم تغرني ولم تجعلني أركض نحو البريق، واستطعت في هذا العام إبقاء قدميّ على الأرض بثبات. ما حقيقة الخبر الذي تناولته إحدى المطبوعات اللبنانية، عن وقف شركة"سيرياتل"السورية الراعية لمسيرتك الفنية دعمها المالي لك، وطالبت باسترجاع الشقة والسيارة التي سبق وقدمتهما لك؟ - أزعجني الأسلوب الذي تم التعامل به في المسألة من دون إخطار أو إنذار مسبق، وبواسطة أحد المديرين العاملين في الشركة وليس من أصحابها. وفوجئت أيضاً بطريقة تسريب الخبر وتداوله في الصحافة، على رغم أنني لم أتكلم عنه لأنه موضوع خاص نوعاً ما. كل ما في الأمر أن العقد المشترك بيننا انتهى، فأوقفوا الراتب الشهري والسيارة، ولم يكن هناك شقة كما قيل. هل هناك جهة ما، قد تكون فنية ربما، هي من حاولت تخريب العلاقة بينكما؟ - لا أعلم، الأمر كان مفاجئاً كما قلت لك. برأيك، هل ما زلت في حاجة إلى دعم من جهات أو مؤسسات خاصة لاستمراريتك الفنية؟ - أي فنان بغض النظر عن حجم نجوميته، يبقى في حاجة إلى الدعم المالي أو المعنوي، أو وقوف أشخاص وجهات إلى جانبه.