قالت مصادر قضائية إن 164 معتقلاً من المنتسبين الى تنظيم"السلفية الجهادية"المدانين على خلفية الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء في 16 أيار مايو 2003 التي تسببت في مقتل أكثر من 45 شخصاً، أفادوا من عفو أصدره العاهل المغربي الملك محمد السادس في مناسبة عيد الفطر، ضمن قوائم شملت ما يزيد على ألف معتقل استفاد 280 منهم من العفو الشامل، في حين خُفضت العقوبة عن 696. وأوضحت المصادر أن غالبية المفرج عنهم من المنتسبين الى"السلفية الجهادية"لم يتورطوا مباشرة في أعمال إرهابية، وأن عدداً منهم قدموا طلبات العفو. وكشفت أن شيوخاً بارزين في التنظيم ممن نفذوا اضرابات عن الطعام في وقت سابق، تقدموا بدورهم بطلبات العفو. وشملت قوائم المفرج عنهم معتقلين في سجون سلاوالدار البيضاء والجديدة ومكناس وأوطيطة ومراكش وأكادير، في عملية تعتبر الأكبر من نوعها، طاولت مدانين بالسجن لأكثر من ثماني سنوات. غير أن أحداً من المدانين بالإعدام لم يشمله العفو. ولاحظت المصادر أن ما يزيد على 50 معتقلاً كانوا يقضون عقوبات في سجن سلا شمال العاصمة الرباط، ما يرجح احتمال استفادة آخرين في ضوء نتائج الحوار القائم بين السلطات وشيوخ"السلفية الجهادية"الذين كانوا في مقدم من دانوا عملية اختطاف المغربيين عبدالكريم المحافظي وعبدالرحيم بوعلام العاملين في السفارة المغربية في بغداد، في إشارة الى الانفتاح ورفض استخدام العنف والاساءة الى تعاليم الشريعة الإسلامية. في غضون ذلك، رأى تنظيم"النصير"الذي يساند معتقلي"السلفية الجهادية"لناحية تحسين أوضاعهم في السجون وإمكان معاودة محاكمتهم، أن العفو"أعاد البسمة والفرح الى أطفال المعتقلين وذويهم". بينما وصف الحزب الليبرالي المغربي بزعامة وزير حقوق الإنسان السابق السيد محمد زيان القرار بأنه"عمل ايجابي يرسخ الاستقرار ويدعم التوجه الديموقراطي". وأعرب عن الأمل في أن يشمل بقية المعتقلين الذين كانوا نفذوا اضرابات عن الطعام أعادت قضيتهم الى الواجهة. وكانت صحيفة"النهار المغربية"المستقلة نشرت رسالة خطية من الانتحاري الرابع عشر في هجمات الدار البيضاء المعتقل محمد العماري الذي لم يفجر نفسه وتراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة في بهو فندق فرح في الدار البيضاء، عزا فيها عدم مشاركته الى يقينه بتحريف الأهداف، بعد أن كانت الخطة الأصلية تقضي بمهاجمة"مواقع يهودية". ورأى في شهادته الأولى من نوعها، أن هناك معطيات يكتنفها الغموض من قبل أن حقائب التفجيرات لم يصنعها المنفذون كما جاء في التحقيقات، وإنما سُلمت اليهم. وقال:"كنا ضحية جهة ما استغلت حماستنا واستثمرتها في اتجاه يخدم أغراضها ويكون هدفها القضاء على الحركة الإسلامية داخل المغرب واضعافها نهائياً". ومن غير أن يحدد هوية الجهات التي كانت وراء التخطيط للعملية، اكتفى بالقول:"ضرر أحداث 16 أيار بأهدافها المبيتة وإن خلّف قتلى وجرحى، فإنه عمل معزول لا يساوي شيئاً أمام ما تم جنيه من غيث 16 أيار". وعرض في غضون ذلك الى تمرير قانون محاربة الإرهاب وتضييق الخناق على الحركات الإسلامية واعتقال المزيد من النشطاء. ونفى وجود أي علاقة بين الانتحاريين ال14 أو أي جماعة أو تنظيم إسلامي، بخاصة"الجماعة الإسلامية المقاتلة". وطالب بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق. وختم رسالته:"هذا بيان للناس ولينذروا منه شهادة لله وللناس والتاريخ". وفي العيون أ ف ب أعلن مصدر في مدينة العيون ان 39 معتقلاً صحراوياً في سجن العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، أنهوا الخميس إضرابهم عن الطعام الذي أعلنوه في 20 تشرين الأول اكتوبر الماضي. وقال مصدر في القسم المحلي لجمعية حقوق الإنسان المغربية مستقلة ان المعتقلين علقوا حركتهم بعد محادثات مع ادارة السجن. واعلنت ادارة سجن مدينة العيون في اتصال اجرته معها وكالة"فرانس برس"ان المضربين عن الطعام أبلغوها الخميس انهم قرّروا تعليق حركتهم.