أثارت مسرحية "اسمي ريتشل كوري" ضجة في الأوساط المسرحية البريطانية. وأثنى النقاد على العمل الذي يروي قصة الفتاة الأميركية ريتشل كوري التي ماتت دفاعاً عن ايمانها بحقوق الشعب الفلسطيني. وعلى رغم ان رواية قتل كوري بنت ال23 ربيعاً على ايدي جنود اسرائيليين بحد ذاتها, شدت الجمهور البريطاني منذ اليوم الأول, فإن منظمي المسرحية انفسهم لم يتوقعوا الشعبية التي حصلت عليها المسرحية المبنية على مذكراتها. فخلال أيام من الاعلان عن بدء المسرحية التي أسدل عليها الستار أمس في لندن, نفدت جميع التذاكر. وتكاثرت الضغوط على ادارة مسرح "رويال كورت" الذي وعد باعادة تقديم المسرحية في الخريف المقبل. وقال المسؤول الاعلامي في مسرح "رويال كورت" اللندني يوان تومسان ل"الحياة" ان العرض الثاني للمسرحية ينطلق في شهر تشرين الأول اكتوبر المقبل لمدة ثلاثة أسابيع. وأضاف تومسان ان شعبية المسرحية أدهشت جميع العاملين فيها, موضحاً: "لم نتصور يوماً ان تكون بهذه الشعبية, وكان قرار عرضها أقرب للمغامرة لأن كان من المستحيل توقّع رد فعل الجمهور". واعتبر تومسان ان نجاح المسرحية اعتمد كثيراً على نجاح الممثلة ميغان دودز التي تقوم بدور ريتشل, في هذه المنودراما التي تستند الى مذكرات تلك الصبيّة الأميركيّة التي سافرت إلى أرض فلسطين لتناضل من أجل سلام عادل. ونجح مخرج المسرحية آلان ريكمان في طرح مواضيع جوهرية اهتمت بها ريتشل مثل القضية الفلسطينية مع إبراز شخصيتها القوية والحساسة. وعملت الكاتبة كاثرين فاينر على نصوص مذكرات ريتشل مع ريكمان لاحيائها على المسرح. وأكد تومسان ان دودز ستمثل الدور نفسه في الموسم المقبل, بعدما أعادت الحياة لريتشل على المسرح وجعلت المتفرجين يتفاعلون معها. وعرضت المسرحية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية في "ستوديو" مبنى المسرح الذي يستقبل 95 متفرجاً فقط كل ليلة. واعترافاً بنجاح المسرحية على نطاق واسع, قرر مسؤولو المسرح عرضها مستقبلاً في المسرح الرئيس الذي يحتوي على 386 مقعداً. وأبدى تومسان حماسته لعرض المسرحية مجدداً ل"ارضاء المشاهدين الذين لم يكفّوا عن الاتصال بالمسرح تاركين اسماءهم وأرقام هواتفهم لنبلغهم بأية مواعيد اضافية لعرض المسرحية". وسعدت عائلة ريتشل بأنباء نجاح المسرحية بعدما شاهدها والداها و"غمرتهما الفرحة لإحياء ذكرى ريتشل على الخشبة, كأنها تنبعث حيّة كلّ مساء". وأكدا على موافقتهما على المسرحية وطريقة عرضها, وانهما "يشعران بالفخر لما انجزته ابنتهما على رغم انها لم تعش لترى محبة العالم لها".