تشكل اسم ريتشل كوري في الذهنية الفلسطينية مرتبطا بكل رموز المناهضة عند أبناء الأراضي المحتلة وبعض العرب. فبعد النصب الذي أقيم تكريماً لها في الضفة الغربية، والمسرحية التي تم تمثيلها في أكثر من مكان، والسفينة التي حملت اسمها، ها هي قطعة أرض مزروعة بأشجار الزيتون تحمل اسمها في منطقة رفح. فقد أطلق اتحاد لجان العمل الزراعي في غزة، وجمعيات شبابية عديدة في القدس، اسم «ريتشل كوري» على قطعة أرض زرعت بأشجار الزيتون في منطقة حي السلام على الحدود الفلسطينية المصرية بالقرب من معبر رفح، ضمن برنامج «زيتون من أجل السلام». وكانت قطعة الأرض قد تعرضت للتجريف عدة مرات من قبل القوات الإسرائيلية، حيث تم استصلاحها ومد شبكة ري وزراعتها بأشجار الزيتون كرمز للسلام، وأصبحت الآن تحمل اسم «ريتشل كوري»، التي قتلت في 16/3/2003 في منطقة حي السلام في مدينة رفح، عندما سحقتها جنازير بلدوزر إسرائيلي، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان من خلال حركة التضامن الدولي «ISM»، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». وتعود ملكية الأرض للمواطن خالد أبو فاطمة، الذي قال إن أرضه تم تجريفها عدة مرات على مدار سنوات انتفاضة الأقصى، وإن منزله قد دمر بالطائرات الإسرائيلية في الحرب الأخيرة. وأكد أنه يشعر بفخر أن يطلق اسم المناضلة والناشطة في حقوق الإنسان ريتشل كوري على أرضه. يذكر أن عشرات المزارعين شاركوا في هذا العمل التطوعي تخليداً لذكرى الراحلة ريتشل كوري. وكان والدا ناشطة السلام الأمريكية قد شهدا في مارس (آذار) 2008 إحياء للذكرى الخامسة لوفاتها، عبر إقامة نصب تكريمي صغير في الضفة الغربية. وفي هذه المناسبة حضر حوالي 150 فلسطينياً وأجنبياً مراسم ذكراها، حيث اجتمعوا في مدينة نابلس في الضفة الغربية، وتقدمهم والدا كوري، سيندي وكريغ، بينما حمل بعضهم صوراً لريتشل، التي ولدت في مدينة أولمبيا في واشنطن.