سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باريس تنصح عون بعدم تحول عودته عامل تفرقة للصف اللبناني وواشنطن باعتماد نهج هادىء لاعداد مرحلة ما بعد الانتخابات . فرنسا تبلغ اميركا رفضها للتحرك بهدف تغيير النظام في سورية
أفادت مصادر فرنسية مطلعة ان الولاياتالمتحدة تتحرك ضمن منطق تغيير النظام في سورية، الامر الذي ترفضه باريس رفضاً مطلقاً. كما لا يتوافق الجانبان على اولوية نزع سلاح"حزب الله"في لبنان، لكنهما يتوقعان مرحلة صعبة بالنسبة اليهما بعد الانتخابات البرلمانية. وفي هذا الصدد علم ان وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه تمنى على العماد ميشال عون، خلال لقائهما اول من امس في مقر وزارة الخارجية، الا تكون عودته الى لبنان بعد 13 عاماً امضاها منفياً في فرنسا، عامل تفرقة في الصف اللبناني. وكانت فرنسا وجهت في وقت سابق رسالة الى البطريرك نصر الله صفير تدعو الى الحرص على وحدة الصف بعد عودة عون الى لبنان، اذ انها تتخوف من ان تؤدي عودته الى تقسيم الصفوف، خصوصاً انها تعتبر ان ما حصل على الصعيد اللبناني من نجاح مرده الى قوة وحدة المعارضة. وتم اللقاء بين بارنييه وعون بطلب من الاخير وجهه الى الرئاسة الفرنسية لتوديع السلطات الفرنسية وشكرها على استضافتها له. ويتوجه بارنييه الى واشنطن حيث يجري الثلثاء المقبل محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وكبار المسؤولين الاميركيين تتناول الوضع في لبنان بين قضايا اخرى. وكان المستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي موريس اغوردو مونتانييه اجرى محادثات في واشنطن مع مستشار الامن القومي في البيت الابيض ستيفن هادلي، والتقى رايس في مأدبة عشاء بحضور السفير الفرنسي في واشنطن جان دافيد ليفيت حيث دار النقاش حول لبنان وسورية وايران. وعلمت"الحياة"من مصدر فرنسي مطلع ان الجانب الاميركي ذهل لنجاح الخطوات التي تمت في لبنان نتيجة التعاون الفرنسي - الاميركي بالنسبة الى اخراج القوات السورية من اراضيه. وقال المصدر ان الجانب الفرنسي نصح حليفه الاميركي ب"ضرورة الاستمرار في نهج ذكي وهادئ للتحضير لفترة ما بعد الانتخابات اللبنانية"، وان باريس ترى ان لا بد من انتظار تشكيل الحكومة، بعد هذه الانتخابات، لارساء نهج يتيح ل"حزب الله"الانضمام اليها والدخول في اللعبة السياسية. وقال المصدر"ان مرحلة ما بعد الانتخابات صعبة وخطيرة ومضطربة ينبغي دفع كل الاطراف اللبنانية للتحاور في ما بينها لاعطاء مكانة لحزب لله في اطار اللعبة السياسية وتجنب دفعه الى اعمال تعرقل الاوضاع في البلاد". واضاف انه، في حين يصر الجانب الاميركي على تجريد الحزب من السلاح مباشرة، ترى فرنسا ان الخطوة ينبغي ان تتم تدريجاً وبتأن وبعد دخوله اللعبة السياسية، ولن تقبل ارسال قوات لتجريده من السلاح وهذا مرفوض كلياً من جانبها. وذكر ان الجانب الفرنسي ابلغ الجانب الاميركي ضرورة عدم الاعتماد على لبنان لاجراء اتفاق منفصل مع اسرائيل، وان اللبنانيين غير مستعدين لتكرار ما فعلوه العام 9831 كما انهم غير مستعدين لخوض حرب جديدة دفاعاً عن سلام منفصل مع اسرائيل. واضاف انه ينبغي في الوقت ذاته عدم التصور أن لبنان سيتحول الى عدو لسورية، وانه لا بد من ايجاد توازن بين لبنان المستقل والحليف لسورية، وان باريس تعتبر ان النجاح في اخراج القوات السورية ما كان ليتحقق لولا دعم الدول العربية وفي طليعتها المملكة السعودية. وعبر المصدر عن ادراكه لكون مرحلة ما بعد الانتخابات في لبنان ستكون صعبة جداً بالنسبة الى الموقفين الاميركي والفرنسي، نظراً الى التباين في أجندتي البلدين وان فرنسا عازمة على التحاور مع الولاياتالمتحدة حول هذه المسائل. واشار الى ان لدى واشنطن فكرة ترحب بها باريس لفترة ما بعد الانتخابات اللبنانية، والتي قد يتخللها تراجع في اهتمام الاسرة الدولية بلبنان، وتقضي بابقاء مجلس الامن مكلفاً الملف اللبناني ويضع نفسه بتصرف لبنان مثله مثل الاسرة الدولية من اجل تلبية اي طلب مساعدة قد يتقدم به. لكن المصدر اكد ان فرنسا تعارض كلياً اي وصاية على لبنان. وقال المصدر ان واشنطن ترى من جانبها انه ينبغي ان يكون هناك تغيير في سورية وان الضغط عليها ينبغي ان يستمر، وانها تتحرك استناداً الى منطق تغيير النظام السوري في حين ان باريس ترفض ذلك كلياً. واضاف ان الجانبين تطرقا ايضاً الى موضوع ايران، اذ ان الادارة الاميركية كانت اصرت على تضمين تقرير مبعوث الاممالمتحدة تيري رود - لارسن الى الامين العام فقرة عن وجود عناصر من"حرس الثورة"الايراني في لبنان، لكن فرنسا عملت على حذفها نظراً الى عدم وجود دليل على ذلك. ولفت الى ان الجانب الفرنسي عمل على ابراز الدور البناء الذي تلعبه ايران في المرحلة الراهنة ومواكبتها ل"حزب الله"في اتجاه اندماجه في المسار السياسي اللبناني. وذكر ان فرنسا دعت الى الحذر الشديد حيال ما يمكن ان يحدث في المخيمات الفلسطينية بعد خروج القوات السورية، اذ ان هناك من يريد التأثير على هذه المخيمات وان ل"حزب الله"دوراً على هذا الصعيد. واكد ان الجانب الفرنسي نصح الادارة الاميركية باعتماد الصبر حيال ايران التي لا تلعب دوراً سلبياً في العراق وفي افغانستان، وتعتمد الاعتدال ومن المهم الاستمرار في التحاور معها.