فاز المشترك السعودي هشام عبدالرحمن على حساب الكويتي أحمد حسين، في حفلة"برايم""ستار أكاديمي 2"، الأسبوع الماضي. ال"برايم"لم يكن يشبه أي حفلة أخرى. ربما كان أكثرها أهمية، على الأقل بالنسبة إلى السعوديين. حمى"ستار أكاديمي"تتفشى بين المراهقين والأطفال السعوديين، وتنتقل العدوى أحياناً إلى آبائهم وأمهاتهم. لعل هؤلاء الأخيرين يهتمون بنتائج حفلات ال"برايم"من أجل الصغار. المهم أنهم يهتمون بها. شاب واحد بين فتاتين في"ستار أكاديمي 2"، بينما كانت فتاة واحدة بين شابين في نسخته الأولى. ميشال الحايك كان توقع في ليلة رأس السنة على شاشة LBC، ارتفاع أسهم الفتيات في"ستار أكاديمي 2". الشاب الواحد بين الفتاتين، هو هشام عبدالرحمن. مشجعوه يشعرون بالسعادة، ليس لأنه كان"الستار"من بين الشبان العرب الذين شاركوا في البرنامج، بل لأنه ثأر ل"خلاوي"، في مباراة"غير عادلة"كما وصفها المتصلون بمقر"الحياة"في الرياض. المتصلون كثر. مراهقون ومراهقات، عشرينيون وثلاثينيون. امرأة تجاوزت ال35 حكت عن مؤامرة دبرت لإخراج هشام من الأكاديمية، وحكت عن أكثر من ألف دولار دفعتها هي وابنها وابنتها، للتصويت لهشام في"برايم"واحد فقط ? الأخير. ما نشرته الصحافة عن صورة لإعلانِ تصويتٍ لأحمد في الصحف الكويتية، زاد حنق مشجعي هشام. كان نص الإعلان:"صوتوا لأحمد حسين. تشجيعاً لولد الكويت. MTC ? Vodafone تتحمل 25 في المئة من قيمة كل رسالة تصويت لأحمد حسين". تغير السيناريو الربط بين مباراتي الكويت والسعودية وهشام وأحمد، أشعل المنافسة، خصوصاً أن الأولى انتهت بالتعادل السلبي. التنافس الكروي التقليدي حامي الوطيس بين البلدين. المقارنات بين البلدوزر هشام والزعيم خلاوي، انتهت. كسبها البلدوزر بلا شك. فمحبو خلاوي، يحبون هشام، الشاب الوحيد داخل الأكاديمية الآن، خصوصاً أن المشتركات السعوديات يغبن عن البرنامج. مشجعو مكتسح الأرقام القياسية في ستار أكاديمي، سعداء، ليس فقط لأن هشام لا يزال في الأكاديمية، بل ايضاً لأن انشغال الخطوط، واضطرارهم إلى التحايل، لم يمنعا مشتركهم من تحطيم أرقام التصويت. هم يتحايلون بالاتصال على البحرين أو على خطوط دولية أخرى، كي يتمكنوا من التصويت. بات حد شركات الاتصالات السعودية للتصويت، لا يزعجهم. غيّر هشام سيناريو"ستار أكاديمي 1"، إذ فاز الكويتي بشار الشطي على السعودي خلاوي العام الماضي في الموقف نفسه. أبطال السيناريو تغيروا أيضاً، بفوز هشام. ففي العام الماضي كان الأبطال الثلاثة، بهاء تونس، عطية مصر، وبشار الكويت. والعام الحالي هم ثلاثة: أماني تونس، زيزي مصر، وهشام السعودية. سيناريو تلفزيون الواقع، يكتبه الجمهور الذي يحدد أبطاله، أيضاً. الدراما المأسوية موجودة. حزن وبكاء على مشترك خرج، تماماً كما يحدث حين يخرج فريق المشاهد المفضل من مسابقة كروية. والنهاية السعيدة موجودة أيضاً. كرة القدم وستار أكاديمي بات"ستار أكاديمي"يشبه كرة القدم في الدول العربية. لكن الواضح، أن شعبيته تجاوزت بطولة كأس العرب التي دائماً ما تتعطل لسبب ما. في العقد الأخير من القرن الماضي، كان الخلاف داخل بعض الأسر السعودية بين الفتاة والشاب أو المرأة والرجل، على من يتسلم دفة جهاز التحكم الريموت كونترول. الشاب يبحث عن مباراة محلية أو دولية. المرأة تبحث عن فيلم أو برنامج يهتم بالمرأة وشؤونها. في بعض الأحيان تشترك المرأة السعودية في متابعة المباريات. اليوم الخلاف في السعودية، بين الأطفال والمراهقين ? محبي ستار أكاديمي من جهة، وبين معارضي البرنامج العربي الأقوى جماهيرياً من جهة أخرى. لا يمكن أحداً أن يخفي شعبية هذا البرنامج، في السعودية، بعيداً من قيمته الفنية والأخلاقية. كان المعلنون يتوجهون إلى مسابقات كرة القدم، كي يُكسبوا منتجاتهم أكبر قدر من الشهرة. في هذه الحال، يرفع القيمون على القنوات الفضائية، كلفة الإعلان بين المباريات، وقبلها وبعدها. هم يحاولون الاستفادة قدر الامكان من البرامج الجماهيرية. المعلنون الآن لا يتوانون عن اظهار منتجاتهم على برامج تلفزيون الواقع، إلا في حال تعارض فكر مستهلكي المنتج، والبرنامج. لذا فالمنتجات التي يستهلكها الشبان تستحوذ على نصيب الأسد في برنامج ستار أكاديمي. الصحف والإنترنت، كانت تكتب كثيراً عن كرة القدم. لكنها اليوم، تكتب كثيراً أيضاً عن تلفزيون الواقع وستار أكاديمي. على خطى خلاوي "قبل 10 سنوات، لم تكن القنوات بهذا الزخم، بل لم نشاهد تنوعاً كالذي نشاهده اليوم. قبل 10 سنوات كانت الوصايا مفروضة، في كل الدول العربية، خصوصاً قبل التغيرات السياسية والثقافية. اليوم، تتنقل بين مئات القنوات، لتختار برنامجاً من بين ألوف. تختار ما يناسبك، لا ما يناسب غيرك". هكذا تحدث نفسك، بسعادة النصر. اقتصاد بعض الدول العربية، ربما يؤثر في توجيه البرامج. سوق الأسهم السعودية وأسعار النفط، ومقومات الاقتصاد في هذا البلد، تجعل من سكانها هدفاً رئيساً للقنوات التي تعيش على المعلنين. المعلنون، لا تهمهم قيمة فنية أو أخلاقية، المهم أن يحب المستهلكون برنامجاً يعلنون فيه. محمد خلاوي، من"ستار أكاديمي 1"إلى برنامج"هاي هي الغنية". لعل البرنامج يجذب محبيه، وبالتالي يجذب معلنين هدفهم مستهلكون سعوديون. نجم"البلدوزر"هشام عبدالرحمن علا فوق خلاوي. قطعاً سيكون مذيعاً، أو ممثلاً، لأن صوته لم يعجب كثيرين بقدر ما كان"يملك كاريزما قوية"، كما قال أسامة الرحباني. لكن هشام، لن يشاركه مذيع آخر في برنامجه كخلاوي، فشعبيته خيالية. ربما يعدّون برنامجاً خاصاً به. على أي حال، سواء فاز هشام بلقب ال"ستار"الأول أو لم يفز، فلن يمنع ذلك شركات الإنتاج من توظيف شعبيته، لكسب المعلنين!