تألقت الفنانة السورية سلمى المصري في عدد من المجالات الفنية، هي التي كانت بدايتها الأساسية في المسرح مع دريد لحام في"كاسك يا وطن"، ما أدخلها فوراً عالم الشهرة. وستكون خطوتها الجيدة التالية مع الفيلم الإيراني، عن القضية الفلسطينية،"المتبقي"، لا سيما انها منحت على دورها فيه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان سينمائي جزائري. بعد ذلك كان التلفزيون حيث أدت أدواراً متنوعة تتراوح بين الدرامي والكوميدي، ومن أبرزها مساهماتها الأساسية في"مرايا"و"الفصول الأربعة". ... ما جديدك في هذه الأيام، سلمى المصري؟ - أصور الآن دوري في مسلسل"أشواك ناعمة"من اخراج رشا شربتجي وكتابة رانيا بيطار. وهو عمل اجتماعي يطرح مشكلات البنات في المرحلة الثانوية، حيث أتعرف أنا من خلالهن على طبيعة حياة الصبايا، ما يضيف الى حياتي كمرشدة تربوية الشخصية التي أقوم بها وأتولى إيجاد الحلول لمشكلاتهن في الوقت نفسه الذي أكون في بيتي ربة بيت جيدة... ما يعطي الدور أبعاداً عدة. ما الجديد في هذا الدور بالنسبة إليك؟ - كل دور له طابعه الخاص، إذ ان لكل شخصية أبعادها، لكن هذا الدور كمشرفة اجتماعية وعلاقاتها مع الطالبات من طريق التعرف اليهن وحل مشكلاتهن يعني شخصية جديدة في طرحها بالنسبة إلي. بدايتك المسرحية كانت في"كاسك يا وطن"و"شقائق النعمان". أين سلمى المصري من المسرح؟ - الحقيقة أنا الآن بعيدة من المسرح لأنني لا أجد العمل المسرحي الذي يمكن أن أقوم به. كما ان التلفزيون أخذ كل وقتي، فالتصوير الليلي والنهاري يجعل من الصعب عليّ أن أعمل في المسرح. نهاية ما... هل نستطيع القول إذاً انه من بعد الكاتب محمد الماغوط ودريد لحام انتهى المسرح...؟ - ان نوعية الأعمال التي قدماها كانت جيدة جداً، لكن لا يمكن أن يتوقف المسرح. لا بد من أن يكون هناك شيء جديد، خصوصاً أن هناك كتّاباً شباناً وممثلين شباناً وبالعكس. بل يجب أن تكون هناك استمرارية لما قدم الماغوط ودريد لحام. بالطبع لكل شخص ما يميزه لكن الاستمرارية موجودة في الحياة... هل أعطى مهرجان دمشق المسرحي شيئاً للمسرح؟ - المفروض أن يعطي شيئاً للمسرح. وأنا أتمنى أن ترجع أيام المسرح كما كانت في السبعينات أي أن تعود الأعمال المسرحية التي كنا نراها والمهرجانات التي كانت تقام. آمل أن يعطي هذا كله الآن دفعاً فترد الروح الى المسرح ويعود من جديد المسرح من أساس اللغة... في السينما كان هناك"مقلب في المكسيك"ما الجديد من بعده. وأين أنت من السينما الآن؟ - في السينما قمت بالتمثيل في"المتبقي"الذي نلت عنه جائزة أفضل ممثلة في الجزائر حيث أحبوه كثيراً. أحبوا دوري والصدق الذي قدمته للناس عبر شخصية صفية. والآن هناك فيلم جديد من انتاج إيراني والمخرج إيراني. وسنبدأ العمل فيه قريباً وأنا أعمل فيه للمرة الأولى مشرفة درامية وهو دور جديد بالنسبة إلي في السينما. نصل الى التلفزيون... ألا ترين ان تعدد الشخصيات في"مرايا"يؤثر سلباً في الممثل وما رأيك بتفرد ياسر العظمة بالبطولة؟ - بالعكس التعدد يعطي فرصة للممثل ليؤدي شخصيات عدة. وهذا شيء جيد لأنه يضعه في تغير دائم. بالنسبة الى تفرد ياسر فهذا من حقه كفنان فالعمل له. هذا ونجده حاول في بعض اللوحات اعطاء البطولة لآخرين. وهناك لوحات كانت من بطولتي بينما قام هو بأدوار صغيرة لكن"مرايا"ارتبطت باسم ياسر العظمة. هناك لوحات لم يشترك بها... انتشار أين الدراما السورية في أيامنا هذه؟ - الحمد لله الدراما السورية منتشرة في العالم العربي وحتى في المغترب والناس يتابعونها ويحبونها. لا شك، هناك أعمال جيدة وممتازة وأعمال وسط، لأن كمية الأعمال تفرض الجيد والوسط، لكن ما أحسسته من خلال سفري ولقائي مع الناس حتى في القاهرة، ان هناك متابعة للأعمال الدرامية السورية وان هناك احساساً بوجود شيء من الصدق في الأعمال التي نقدمها من خلال طرح الأعمال الاجتماعية بالذات. انها ليست مسخّرة لشخص معين أي مكتوبة له والبطولات جماعية حيث نرى مجموعة كبيرة من الممثلين النجوم مشتركين بعمل واحد وهذا يعطي صدقية للأعمال التي نقوم بها. ما يعني اننا جادون ونرسم الأعمال والمواقف ومن ضمن حياتنا الاجتماعية والتي قد تتشابه مع البلاد العربية. والدراما السورية أثبتت وجودها وهي ليست طفرة كما قال البعض والدليل ثباتها ووجودها... ماذا تقولين للممثلين الشباب في بداية الطريق؟ - أتمنى لهم التوفيق من كل قلبي وأقول لهم إن محبة الدور الذي تقومون به هو دافع كبير للنجاح. الفن كريم مثلما تعطونه يعطيكم.