نشطت في السنوات الأخيرة هيئات الحوار الاسلامي - المسيحي، ولقيت تشجيعاً من جهات عدة بينها الفاتيكان في عهد البابا يوحنا بولس الثاني الذي توفي أخيراً. لكن الخطوة الأساسية الأولى في هذا الحوار جرت بين المملكة العربية السعودية والفاتيكان في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز والبابا بولس السادس، ومن ابرز ثمار الحوار صدور وثيقة عن الفاتيكان عام 1965 في عنوان"توجهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين". واستمرت السعودية في مواقفها التسامحية تجاه الأديان الكتابية، خصوصاً المسيحية، في العهود اللاحقة لوفاة الملك فيصل والى الآن. نشرت"الحياة"الوثيقة التي أصدرها الفاتيكان، وفي ما يلي وجوه من الحوار الاسلامي - المسيحي الذي اعتمدته السعودية منذ أوائل الستينات. صباح السبت 26 تشرين الأول أكتوبر 1974 استقبل البابا بولس السادس رئيس الوفد العلمي السعودي وزير العدل الشيخ محمد الحركان ونائبه وسفير المملكة في إيطاليا الشيخ أحمد عبدالجبار، وكانت خلوة مجاملة و"تعارف". ثم دخل البابا إلى قاعة الاستقبال الخاصة وأخذ مكانه على العرش - رمز سلطته الزمنية والروحية ? فوقف له الحاضرون من أعضاء الوفد السعودي وعدد من الكرادلة وألقى كلمته الترحيبية باللغة الفرنسية، وترجمها إلى العربية أحد معاونيه المطران أبو مخ وهو سوري الأصل، ومما جاء فيها: أرحب بكم في منزلكم، أنتم الذين تأتون من هذا الشرق العزيز على قلب كل مؤمن بعظمة الله ورحمته! إننا نشكر لكم زيارتكم التكريمية، التقديرية التي لا يخفى مغزاها الروحي على أحد. إننا نعرف المسؤوليات الرفيعة، الدينية و القضائية والثقافية، التي تنهضون بها في وطنكم مهد الإسلام ومستودع الكثير من القيم الروحية. ونعرف، أيضاً، أنكم تريدون أن تساهموا، خلال رحلتكم في أوروبا، بالمساعي الرامية إلى رعاية"حقوق الإنسان"وإحلالها في المنزلة الرفيعة التي تستحقها، وذلك عملاً بتعاليم دينكم، وبالاتفاق مع بقية الأسر الدينية، ونحن على رغم بعض الاختلافات بيننا، نقدّر لكم كثيراً هذا الاهتمام. إننا هنا، نُومّل أن تساعدكم اتصالاتكم بإداراتنا السكرتارية لغير المسيحيين على تحقيق شيء من مقاصدكم، وهذا ما يجعلنا ننوه بفائدة إقامتكم القصيرة في أرض روما، وإلى ذلك أنها تظهر للعالم أن المسلمين والمسيحيين يتوصلون إلى أن يفهم بعضهم بعضاً فهماً أفضل وأن يتجاوبوا حباً أكثر. ولا يمكننا إلا أن نغتبط بذلك! إن هذا، إلى حد كبير، ثمرة مجمع الفاتيكان الثاني، التي يسرنا أن نقتطفها ونتذوقها! وهو كذلك نتيجة اتصالات أخرى، ونذكر بصورة خاصة الزيارة التي قام بها إلى بلادكم، في شهر نيسان الماضي أبريل، السيد الكاردينال بينيادولي، رئيس سكرتاريتنا لغير المسيحيين ونذكر أيضاً الندوات الإسلامية - المسيحية التي انعقدت في السنوات الأخيرة. إن هذه الندوات واللقاءات - مع اجتنابها العمل على توحيد المذاهب المختلفة، لعدم"مناسبتها"- تساعد على توجيه القوى الروحية وتلافيها شيئاً فشيئاً. إننا نشعر جميعاً، في عصر المادية المكتسحة الظالمة، بحاجتنا الملحة إلى تأدية الشهادة لله العلي القدير، الرحمن الرحيم، الذي يحيطنا دائماً بفضله وكرمه. وأخيراً... يسرنا أن نعرف عزمكم وتصميمكم على جعل هذه اللقاءات الثقافية والمناظرات الروحية تنتهي إلى"إنجازات"عملية لخير كل الناس، سواء أكانوا مؤمنين مثلنا أو غير مؤمنين. وبهذا المعنى سرّنا ما أعلنتموه في كثير من جلساتكم وبياناتكم من أن إخلاص الإنسان في محبته لله تعالى يتجلى في كثير مما يقوم به من أعمال الإنصاف والخير والإحسان. وقد أكون في غنى عن تكرار النداءات الحارة التي كثيراً ما صدرت عنا، وخصوصاً في رسالتنا"تقدم الشعوب"، ولكنني أحب أن أشيد بالبيان الختامي لمؤتمر القمة الإسلامي في لاهور، الذي انعقد في شباط فبراير الماضي، فقد أصر المسؤولون المسلمون على التوكيد بأن المساعي المبذولة لتحقيق السلام العالمي المبني على الحرية والعدالة الاجتماعية، يجب أن تصدر عن فكرة صداقة وتعاون مع بقية الديانات! وفي ختام هذا اللقاء القصير"الحميمي"وبعد مداولاتكم مع وفدنا، نرجو أن تحملوا معكم أحسن الذكرى لهذه الأيام الرومانية، وندعو الله العلي العظيم، أن يعينكم على تحقيق مشيئته تعالى في ظل السلام والإخلاص. وإنا لنحملكم كذلك إلى جلالة الملك فيصل، الذي تمت هذه الزيارة بتشجيعه ورعايته، التعبير عن عظيم احترامنا ومودتنا". ورد الشيخ محمد الحركان بالكلمة الآتية - ترجمها إلى الفرنسية الدكتور أنور حاتم: "كنا سعداء بالدعوة التي وجهها الفاتيكان إلى وفدنا لإقامة ندوات حول حقوق الإنسان في الإسلام وفي المسيحية. وضاعف سرورنا هذا الاستقبال الحار الذي قابلنا به المسؤولون في الفاتيكان. لقد تفضلتم بتتويج هذا الاستقبال بالجلسة الخاصة التي اختصصتم بها وفدنا، الذي يزور الفاتيكان لأول مرة، استجابة لرغبة قداستكم ولرغبة صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز. وكم سرتنا إشارة قداستكم إلى التطور الحسن في العلاقات بين العالمين المسيحي والإسلامي إثر مجمع الفاتيكان الثاني. ويطيب لنا، نحن أيضا، أن نشير إلى حادثين جليلين سنتحدث عنهما في ندواتنا، وهما: فرحة المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بانتصار الروم النصارى على الوثنيين، وعهد الخليفة عمر بن الخطاب للنصارى في القدس. إن وفدنا استمع بكثير من الغبطة لتنويه قداستكم بالقيم الروحية السامية التي تعتبر المملكة العربية السعودية، مهد الإسلام، مستودعاً لها. إن مملكتنا تسهر ما استطاعت على سلامة العقيدة الإسلامية وقيم الإسلام الخلقية والفقهية. إن تعلقنا بهذه القيم هو الذي حملنا على قبول دعوة الفاتيكان إلى إقامة ندوات مع كبار مسؤوليه حول حقوق الإنسان، كما يحملنا على المساهمة في حماية هذه الحقوق وتعزيزها. ذلك أن الإسلام يعتبر هذه الحقوق جزءاً من معتقداته ومبادئه الإنسانية. ونحن نعتقد أن الأخطار التي تهدد حقوق الإنسان وكرامته ناشئة عن ضعف الإيمان بالله، فالإيمان بالله وحده يحمل الناس على الاعتقاد بأن البشرية كلها أسرة واحدة، وأن أحب الناس إلى الله أحبهم لعياله. إننا نختتم كلمتنا بتكرار شكرنا الحار لدعوتكم واستقبالكم، مثل ما نشكر لصاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز كريم رعايته للقاءاتنا. ونحن نرجو مخلصين أن تكون هذه اللقاءات حدثاً تاريخياً لخير الإنسان وكرامته، وهما ملازمان للإيمان بالله لدى جميع المؤمنين". وعقدت جلسة ثانية في الفاتيكان تحدث فيها الشيخ محمد الحركان عن حقوق الإنسان الثقافية في الإسلام. وأشار للمواقف التاريخية من بر الإسلام بالعالم المسيحي وبكنيستهم الأم. وعن نظرة الإسلام إلى الحقوق الثقافية نظرة جزئية من أصل نظرة كلية. والنظرة الكلية للثقافة في الإسلام حول الله والكون والإنسان. وسبب البدء في الإسلام بالعلم بما يوصل إلى الإيمان. والعلم الشامل في الإسلام أساس لكرامة الإنسان. وأن الإسلام بدأ منذ ظهوره بمعالجة مشكلة الأمية قبل أي مشكلة من مشاكل الحياة. وأثر العلم في نفوس المسلمين كفريضة دينية. وجال الوفد السعودي بعد ذلك في روما، التي تجمع القديم القديم، إلى الحديث الحديث، فهي مدينة أثرية ليس لها في العالم شبيه بكثرة آثارها وتنوعها وهي إلى ذلك مدينة حديثة، تجد فيها من روائع الفن الجديد، والأشكال الهندسية المستحدثة. وهي ما زالت تحافظ على آثار الحروب العالمية الثانية التي دمرت بعض الآثار القديمة وجعلتها مراكز سياحية إلى جانب حدائق التيفولي ويزورها جميع زوار إيطاليا الذين يفدون من مختلف دول العالم. باعتبار أن مدينة روما كانت عاصمة إمبراطورية الرومان في التاريخ القديم وحتى مطلع القرون الوسطى ثم تضاءل أمرها وأصبحت مجرد عاصمة دولة، منذ عام 1870. ورحبت الحكومة الإيطالية بزيارة الوفد العلمي السعودي واستقبل رئيس الجمهورية الإيطالية رئيس وأعضاء الوفد في قصره الرئاسي والكيريناله، وتبادل مع رئيس الوفد كلمات المجاملة والود وعن العلاقات التاريخية بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية. ندوة مجلس الكنائس العالمي في جنيف وعقد الوفد العلمي السعودي يوم 13 شوال 1394ه الموافق 29 تشرين الأول أكتوبر 1974 ندوة في مجلس الكنائس العالمي في جنيف تلبية لدعوة من مجلس الكنائس. وتحدث فيها وزير العدل السعودي عن نظرة الإسلام إلى الإنسان وتطلعه إلى السلام في العالم، مؤكداً أن للإسلام نظرة كلية حول الله والكون والإنسان، مع نظرة إلى الإنسان في استخلاف الله له على الأرض، وهي نظرة أساسية في كرامة الإنسان. وشرح خصائص خلافته في الأرض في شريعة الإسلام. كما عقب على مسؤولية الإنسان عن السلام، ومصادرها في الإسلام، وتحدث عن كلمة"السلام"وأن الإسلام انفرد بإشاعة كلمة السلام بطرق مختلفة، باعتبار أن مبدأ السلام ليس روحياً غامضاً بل أقيم على قواعد واضحة، وأن الإسلام فرض في دستوره"القرآن"السلام أولاً بين العلم والعقل من جهة وبين العقيدة في الله من جهة ثانية. وكذلك فرض في العقيدة في ما بين أصحاب الأديان فقال:"لا إكراه في الدين"وهذا منتهى ما وصلت إليه البشرية اليوم في نصوص دساتيرها الراقية الديموقراطية في سبيل حماية"حرية المعتقدات". وأشار إلى ما سجله مؤرخو المسيحية أنفسهم مما لاقته الكنيسة الشرقية في عهد الصليبيين من اضطهاد إلى أن أحوجوهم إلى أن يفضلوا موادة المسلمين حكام البلاد الأصليين على موادة الصليبيين. وقال: لقد فرض دستور الإسلام"السلام"في الحياة الخاصة، وفي الصلات في ما بين الناس عامة، وفي النظام العام وفي الحكم، وهو: سلام في مبادئه، وسلام في تحيته، وسلام في ليلة نزول قرآنه، وسلام في اسم ربه، وسلام في عقيدته ما بين العقل والإيمان، وسلام في ما بينه وبين أصحاب الأديان، وسلام وإحسان في مطالب الحياة الخاصة، وسلام وبر في ما بين الآخذين بمبادئه وبين سائر الناس، ما لم يقاتلوهم في الدين أو يخرجوهم من ديارهم، فإنه عندئذ حرب على الظلم والعدوان، وذلك أيضاً من أجل"السلام". وهو سلام أيضاً في النظام العام فلا طبقية ولا عرقية ولا أجناس، وهو سلام أيضاً في الحكم، وعدل في الحق ما بين العرب وغير العرب، وما بين المسلمين وغير المسلمين. ندوة باريس الثانية وعاد الوفد العلمي السعودي إلى باريس وعقدت الندوة الثانية مع رجال القانون المسيحي في فرنسا وهم أعضاء جمعية الصداقة العربية السعودية - الفرنسية يوم 17 شوال 1394ه الموافق الثاني من نوفمبر تشرين الثاني 1974، وتحدث رئيس الوفد السعودي في الندوة عن مجمل حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية وتطبيقاتها في المملكة، كما تحدث عن وضع المرأة في الإسلام، باعتبارها إنساناً، منطلقين فيها من قول رسول الإسلام:"إنما النساء شقائق الرجال"وهذا منتهى الوضوح في وحدة بني الإنسان بنوعيه من ذكور وإناث. وأن نظرة الإسلام إلى المرأة لا تدرك أبعادها إلا بالإشارة إلى وضع المرأة قبل الإسلام ووضع المرأة في شريعة الرومان وآثارها حتى اليوم. ووضع المرأة في الندوات الدينية في القرون الوسطى، ووضع المرأة في جزيرة العرب قبل الإسلام، وكيف عالج الإسلام هذا الوضع الشائن وقدم نظرة علماء الغرب في إصلاحات الإسلام لوضع المرأة. كما رد على كل الشبهات على حقوق المرأة في الإسلام. وعدم مساواة المرأة للرجل في الميراث في الإسلام. وعدم مساواة المرأة للرجل في نصاب الشهادة، والقول باستئثار الرجل بالطلاق، في الإسلام والقول في تعدد الزوجات في الإسلام، كما تطرق إلى موضوع الحجاب في الإسلام شارحاً العقوبات الجسدية النظرية في الإسلام. مع المجلس الأوروبي الندوة الأخيرة للوفد العلمي السعودي عقدت في ستراسبورغ وتحديداً في مركز حقوق الإنسان التابع للمجلس الأوروبي يوم 19 شوال 1394ه الموافق الرابع من نوفمبر تشرين الثاني 1974، مختتماً اللقاءات الدينية مع الطائفة الكاثوليكية في العواصم الأوروبية. وقد تحدث الشيخ محمد الحركان في هذه الندوة الأخيرة عن"حقوق الإنسان ووحدة الأسرة البشرية في الإسلام". اختير هذا الموضوع بسبب صلته مع روح منظمة المجلس الأوروبي، وشرح خلاصة نصوص حقوق الإنسان في الإسلام بأنها أوامر تشريعية وليست وصايا أخلاقية فقط مع مقارنة بين خصائص الحقوق الثقافية في الإسلام وبين خصائصها في المواثيق الدولية، كما قدم خلاصة خصائص الحقوق الثقافية في المواثيق الدولية، إلى جانب خصائص الحقوق الثقافية في الإسلام وبين خصائصها في المواثيق الدولية، كما قدم خلاصة خصائص الحقوق الثقافية في المواثيق الدولية، إلى جانب خصائص الحقوق الثقافية في الإسلام وما يتصل بوحدة الأسرة البشرية في الإسلام وأبعادها وأغراض هذه الأسرة حين ظهور الإسلام، ومعالجة الإسلام الجذرية لهذه الأمراض، مع معالجة الإسلام لوضع المرأة السابق للإسلام، أيضاً معالجة الإسلام لتفاوت الشعوب قبل الإسلام. وأكد الشيخ الحركان في ندوته أن الإسلام يسير مع المجلس الأوروبي في وحدة أسرته شوطاً أبعد من أجل وحدة الأسرة البشرية. وأن القاعدة القرآنية قد أنارت للإسلام طريق العمل نحو هذه الوحدة على أساس: أولاً: تحريم العدوان مطلقاً سواء على حقوق الإنسان أو حقوق الشعوب. ثانياً: الأمر بالتعاون على ما فيه خير الإنسان وتقوى الله. ثالثاً: تحريم التعاون على الظلم وعلى العدوان. وبذلك يجاهر القرآن بمبدأين صريحين لا بد منهما في طريق وحدة الأسرة البشرية وفي طريق سلامها وهما: 1- أنه لا شيء يهدم وحدة الأسرة البشرية مثل"العدوان والتعاون عليه". 2- أنه لا شيء يقرب ما بين الأسرة البشرية مثل العمل على الخير المشترك وتقوى الله في"حقوق الإنسان"في السر وفي العلن. ونرى من الواجب علينا أن نكرر على مسامع السادة المحترمين: - أن الخاصة الأساسية لمجمل حقوق الإنسان في الإسلام أنها فرائض مرتبطة بالإيمان بالله وبتقوى الله. - وأن هذا الارتباط ما بين هذه الحقوق وبين الإيمان بالله وتقواه في الإسلام هو مصدر قوة هذه الحقوق في الإسلام. وخلال انعقاد الندوة في كاتدرائية استراسبورغ في مقر المجلس الأوروبي حان موعد صلاة العصر حسب التوقيت المحلي، فطلب المطران إلشنجر راعي الكنيسة من علماء المملكة العربية السعودية إمكانية تأدية الصلاة داخل هيكل الكنيسة. وقد وافق الوفد العلمي السعودي وفتحت حمامات الكنيسة ليتوضأ أعضاء الوفد، وذكر لي أحد أعضاء الوفد السعودي بأنه لوحظ - وجود قباقيب خشبية في الحمامات - أعدت للوفد السعودي بهدف استخدامها عند الوضوء، وأدى الوفد الصلاة باتجاه الكعبة المشرفة. والسؤال الذي يعرض نفسه: هل من غرابة أن يؤدي وفد علماء المملكة الصلاة في كنيسة لطائفة مسيحية، كلا ليس من غرابة في ذلك، فالصلاة هي عبادة وإيمان للإله الواحد لجميع البشرية، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد ترك حرية العقيدة للمسلمين واليهود والنصارى وأن يمارس كل منهم طقوسه الدينية حسب ديانته، فالشريعة الإسلامية توحيد في أشد معاني التوحيد صفاء وقوة، وهي لا ترغم أحداً على عقيدته كما في قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. * كاتب وصحافي عربي. والنص من كتابه الجديد الذي يصدر هذا الشهر في عنوان"حوار الحضارات بين المملكة العربية السعودية والفاتيكان في إطار الحوار الاسلامي - المسيحي".