بدأ البابا فرنسيس أمس زيارة تاريخية إلى كوبا تستغرق ثلاثة أيام، مكرّسة عقوداً من جهود نظام كاسترو للتقرّب من الكنيسة الكاثوليكية والانفتاح على العالم الخارجي. وكان في استقباله في مطار «خوسي مارتي» (هافانا) الرئيس راوول كاسترو. والمحطة الكوبية هي الأولى في إطار جولة بابوية حساسة ومؤثرة تستمر 8 أيام، ستقود الحبر الأعظم إلى الولاياتالمتحدة حيث سيزور واشنطن ونيويورك وفيلادلفيا. وهي المرة الثالثة التي يزور حبر أعظم كوبا في خلال 17 عاماً، بعد يوحنا بولس الثاني (1998) وبينيديكتوس السادس عشر (2012). وهي لفتة مميزة تجاه بلد صغير ينتمي 10 في المئة من سكانه فقط إلى الكنيسة الكاثوليكية. في هافانا، سيكون أول موعد جماهيري في إطار قداس الأحد (اليوم) في «ساحة الثورة» قبل لقاء مع الرئيس راوول كاسترو. وكان يوحنا بولس الثاني وبينيديكتوس السادس عشر احتفلا بالقداس في المكان الرمزي عينه للثورة الكوبية. وقد يعقد لقاء مع الزعيم فيدل كاسترو اليوم أيضاً. وسيترأس البابا فرنسيس (77 سنة) قداساً في كاتدرائية الحبل بلا دنس قبل أن يلتقي آلاف الشبان الكوبيين. وقبل الزيارة، أمل سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بأن يؤدّي التحرير الاقتصادي بعد رفع الحظر الأميركي المفروض على كوبا منذ 1962 «أيضاً إلى انفتاح أكبر لجهة حقوق الإنسان». وتزامناً، اتهمت جماعة لحقوق الإنسان معارضة للحكومة الكوبية السلطات بالقيام بعملية «تطهير اجتماعي» قبل الزيارة، مبدية «استياءها وقلقها العميقين»، قائلة أن الشرطة اعتقلت آلاف المتسولين والمشرّدين في المدن الثلاث التي يزورها البابا. إلى ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة أول من أمس تخفيفاً جديداً للقيود المفروضة على كوبا التجارية منها وتلك المفروضة على السفر. وقال البيت الأبيض إن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والكوبي راوول كاسترو ناقشا في اتصال هاتفي الخطوات التي قد يقوم بها البلدان لتطوير التعاون الثنائي.