نفى الرئيس الإيراني محمد خاتمي مجدداً المزاعم الأميركية حول رغبة بلاده في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في صنع السلاح النووي. ودعا إلى تكثيف التعاون الدولي وبذل كل الجهود المتاحة ل"تفكيك معامل السلاح الخطير الذي يهدد البشرية حول العالم". جاء ذلك في تصريحاته التي أدلى بها عقب اجتماعه بنظيره النمسوي هاينز فيشر في فيينا حيث توقف صباح أمس، في زيارة قصيرة استغرقت ساعات عدة قبل أن يكمل طريقه إلى باريس في زيارة مماثلة. وأعلن الرئيسان في مؤتمر صحافي أن المحادثات لم تقتصر على العلاقات الثنائية بين طهران وفيينا والتي وصفت بالممتازة، بل امتدت لتشمل كل الموضوعات التي تستقطب الاهتمام الدولي وفي مقدمها الملف النووي الإيراني الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط سواء في العراق أو سورية ولبنان، أو في فلسطين. وفي ما يخص الملف النووي الإيراني، شدد خاتمي على سلمية برنامج بلاده النووي وعلى عدم وجود نية للانسحاب من معاهدة حظر انتشار السلاح أو وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي وعن استمرار تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورغبتها في التوصل إلى حل سلمي يكفل لها حقها في الحصول على الطاقة ضمن إطار الاتفاقات والشرعية الدولية. وفي الشأن العراقي، أجاب رداً على سؤال للصحافيين بأن الأولوية تكمن في قيام حكومة ديمقراطية تمثل كل أطياف ومذاهب الشعب العراقي وتضمن له وحدته وسيادته. إلى ذلك، انتهز خاتمي فرصة تواجده على منبر أوروبي ليعرب في بداية حديثه عن حزنه العميق لوفاة البابا يوحنا بولس الثاني الذي سخر حياته من أجل الإهابة بحقوق الإنسان واحلال السلام حول العالم قائلاً إن لقاءه بالبابا سيبقى محفوراً في ذاكرته كأجمل الذكريات التي يحملها عن شخص عظيم لعب دوراً فاعلاً في تعزيز الحوار المسيحي - الإسلامي. وتأتي هذه الزيارة في إطار المبادرة التي أطلقها خاتمي عام 1999 لتفعيل الحوار بين الحضارات التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وحددت عام 2001 عاماً عالمياً للحوار بين الثقافات و الحضارات، إضافة إلى أنها فتحت أفقاً جديداً في علاقة طهران الخارجية بالغرب بخاصة أن النمسا هي احدى الدول الداعمة للخيار الديبلوماسي في التعامل مع ملف ايران النووي وكونها ستتسلم رئاسة الاتحاد الدورية مطلع العام المقبل. وفي هذا الصدد أشاد خاتمي بدور النمسا الاستراتيجي حيث لطالما كانت وما زالت شريكاً مهماً بخاصة في وقت تشتد فيه حاجة طهران إلى الدعم الدولي بسبب الضغوط التي تتعرض لها جراء أنشطتها النووية، كما عبر. ويذكر أن هذه هي الزيارة الرسمية الثانية التي يقوم بها محمد خاتمي إلى فيينا منذ أن تولى سدة الرئاسة كما زار الرئيس النمسوي الراحل توماس كليستل طهران مرتين عام 1999 و2004.