أعلن مرجع قضائي في طهران، امس، ان الاتهامات الموجهة الى اليهود ال13 بالتجسس "لا تعدو كونها اتهامات ولم تبلغ درجة الادانة بعد. وجاء ذلك وسط اهتمام رسمي كبير باستقبال اول رئيس دولة أوروبي يزور ايران منذ الثورة عام 1979، هو رئيس النمسا توماس كليستل الذي بدأ امس زيارة برفقة وفد رفيع المستوى يضم وزير الاقتصاد وممثلي الفعاليات الاقتصادية النمسوية. وقال المساعد التنفيذي للسلطة القضائية هادي مروي ان اليهود المعتقلين "هم حتى الآن متهمون فقط وطالما انه لم تثبت التهمة في محاكمة عادلة لا يمكن الحكم عليهم كمجرمين او مدانين". واستبعد ان تجرى محاكمتهم قريباً نظراً الى ان بعض الاشخاص المرتبطين بهذا الملف ليسوا في ايران". وأكد ان "لا مانع من ان تكون محاكمتهم علنية" نافياً علمه بحكم اعدام صدر ضد اربعة منهم، كما كان اعلن رئيس محاكم الثورة في طهران، وقال "ان المتهم حتى بعد الحكم عليه من حقه ان يستأنف ويطالب باعادة محاكمته". وبالنسبة الى جماعات الضغط، التي تعني للاصلاحيين "انصار حزب الله" و"قوات التعبئة" البسيج، قال مروي: "اي شخص يتجاوز القانون تجب محاكمته مهما كان انتماؤه". وأوضح ان ملف عمليات الاغتيال "يمر بمراحله الاخيرة" وان المتهمين فيه سيمثلون امام "محكمة عادلة" لكنه لم يحدد موعداً. ويرى المراقبون في هذه التصريحات، التي اتسمت بنوع من الليونة من جانب السلطة القضائية انها تهدف الى تطمين الرأي العام العالمي الى مسار هذه القضية. اما تزامنها مع بدء زيارة الرئيس النمسوي فيعطي انطباعاً واضحاً عن سياسة جديدة تدفع معها السلطة القضائية الى مواكبة النهج الاصلاحي للحكومة. كما ان هذه التصريحات تعطي اجابات عن المخاوف التي طرحها البرلمان الأوروبي أخيراً، ودعا فيها ايران الى عدم تنفيذ احكام الاعدام في حق المتهمين في الاضطرابات الاخيرة كما ابدى قلقاً حيال اعتقال اليهود الثلاثة عشر وطالب بمراعاة حق الدفاع وإقامة محاكم علنية وعادلة. وتركز المحادثات بين الرئيس سيد محمد خاتمي والرئيس كليستل على تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. ومن المقرر ان توقع خلال الزيارة مذكرة للتعاون الثقافي، وسيشارك الرئيس النمسوي ومرافقوه اليوم الثلثاء في ندوة اقتصادية في حضور كبار المسؤولين الايرانيين. كذلك ستوقع شركات نمسوية اتفاقات تعاون عديدة مع شركات ايرانية. ولفت السفير النمسوي في طهران الى اهمية الزيارة للجانبين، مؤكداً انهما سيبحثان في "القضايا ذات الطابع الدولي، ومشيراً الى موضوع الارهاب وانتشار الاسلحة النووية والمخدرات وحقوق الانسان. واعتبر الرئيس كليستل ان زيارته ستكون "نقطة مهمة في تاريخ العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران" وانها تدل على "اننا نعتبر سياسات الرئيس خاتمي واصلاحاته ذات قيمة عالية جداً". وأضاف ان العلاقات الاقتصادية ستكون "محور" المحادثات، موضحاً ان الحوار بين الدولتين سيكون حواراً بين ايران والاتحاد الأوروبي. وأكد الرئيس خاتمي ان العلاقات بين ايران والاتحاد الأوروبي "تتجه نحو الاحسن، وان النمسا لعبت دوراً مهماً في تحسين هذه العلاقات"، وقال ان ايران "جادة في سياساتها الحالية القائمة على ازالة التوتر في العلاقات الخارجية، وأضاف: "انا متأكد ان علاقتنا ستكون جيدة وسبباً لنتائج ايجابية لنا وللاتحاد الأوروبي".