أقامت "جمعية التشكيليين العراقيين" في بغداد ندوة عن الفنان الراحل سعد شاكر، رائد فن الخزف المعاصر في العراق، لمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله. وتحدث في الندوة عدد من زملاء الفنان وتلامذته، مؤكدين الأهمية الكبيرة لهذا الفنان الرائد في مجاله هذا، وكاشفين عن خصائص شخصيته الفنية وما حقق من تطورات في هذا الفن ويواصل العمل في سياقاتها عدد من تلامذته من الخزافين العراقيين والعرب. وهو استطاع من خلال ما اضفى على هذا الفن من خصائص أن يجعل له"شخصيته العربية"، مستفيداً من عناصر البيئة المحلية، ومن موروثات حضارية وشعبية وظفها في عمله توظيفاً بارعاً اكد فيه سمات شخصيته الفنية على نحو كبير من الخصوصية والوضوح. ففي المناسبة أصدرت"الجمعية"كتاباً عن الفنان وعمله وضعه تلميذه وزميله الباحث زهير صاحب، اكد فيه ان هذا الفنان هو أول من ابعد"فن الخزف"عن"الصفة النفعية"، الى جانب تأكيده"ان للعمل الخزفي قيمة في ذاته، وليس في تماثله مع الواقع". والفنان من منظور الباحث، كان اقام عمله"على فكرة تحليل عناصر الصور المرئية بغية تفعيل قوة التعبير الكامن في الذات". وكانت حصيلة ذلك انعكست في عمله، فبدل ان تكون"الأشكال"عنده محاكاة للطبيعة، اذاً هي، بحسب رؤيته لها وتعبيره عنها تعبيراً فنياً، تمثل"بنيات رامزة مستخلصة من الطبيعة".