شكك المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي جورج تينيت في تلقيه تحذيراً من وجود مشكلات في صحة معلومات مصدر عراقي، قبل ساعات من عرض وزير الخارجية السابق كولن باول وجهة نظر واشنطن المتعلقة بتسلح العراق، أمام الأممالمتحدة مستخدماً معلومات المصدر. وأصدرت لجنة رئاسية الخميس الماضي تقريراً لاذعاً في شأن معلومات الاستخبارات الأميركية عن أسلحة الدمار الشامل التي أكدت أن ادارة الرئيس جورج بوش اعتمدت فيها على معلومات استخباراتية غير موثوقة من مهندس كيماوي عراقي، أفاد أن نظام صدام حسين كان يملك مختبرات أسلحة بيولوجية متنقلة. وأصدر تينيت ونائبه جون مكلوغلين بيانات مطولة ليل الجمعة، أكدا فيها أنهما لم يُبلّغا قبل الحرب على العراق وجود قلق من صحة معلومات المصدر العراقي الذي كانت تتعامل معه السلطات الالمانية. وأشار باول الى"المختبرات المتنقلة"كدليل رئيسي في القضية ضد العراق أمام الاممالمتحدة في شباط فبراير 2003، قبل شهر تقريباً من غزو الأراضي العراقية. وعلى رغم بيانات إدارة بوش عن برامج الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية للرئيس السابق صدام حسين، لم يُعثر على أسلحة دمار شامل في العراق، في ما اعتبر اخفاقاً كبيراً للاستخبارات. ويتركز الخلاف على اتصال هاتفي أجري عشية كلمة باول. وأبلغ رئيس قسم متقاعد من الوحدة السرية ل"سي آي اي"، اللجنة الرئاسية ان تينيت اتصل به عند منتصف الليل تقريباً عشية كلمة باول، وخلال الحوار أبلغ رئيس وكالة الاستخبارت الأميركية وجود مشكلات في بعض معلومات الاستخبارات الخارجية. ونقل تقرير اللجنة عن رئيس القسم الذي لم يُنشر اسمه، قوله ان تينيت كان رافضاً، وأن رده كان"نعم، نعم"، وأنه كان"مجهداً". وذكر رئيس القسم انه فوجئ عندما سمع كلمة باول، إذ تضمنت معلومات من هذا المصدر. وأعلن تينيت ليل الجمعة انه اتصل برئيس القسم في ساعة متقدمة بعد الظهر أو بداية المساء، لكن هذا الاتصال الهاتفي لم يكن ذا صلة بمختبرات الأسلحة البيولوجية العراقية المتنقلة. وأضاف:"لا أتذكر مطلقاً قول رئيس القسم أي شيء لي يتعلق بوجود مشكلات في التغطية الخارجية"للمعلومات الاستخباراتية. وأشار إلى أن تقرير اللجنة الرئاسية كان المرة الأولى التي يسمع فيها ان مكتب اتصال المانيا أبلغ رئيس قسم الاستخبارات في ايلول سبتمبر أو تشرين الأول اكتوبر 2002 ان المصدر العراقي يعتبر"أحمق"، وتعرض لانهيار عصبي وربما يلفق المعلومات. وقال مكلوغلين انه لم يُبلغ هو أو تينيت حتى أواخر 2003 أو مطلع 2004 عندما كُشف عن رسالة بالبريد الالكتروني، تعرب عن شكوكها في صدقية المصدر العراقي في اطار مراجعات داخلية.