أنهى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر أمس زيارة لتونس استمرت 24 ساعة هي الأولى من نوعها لمسؤول من هذا المستوى في الحلف إلى تونس. وتندرج الزيارة في إطار ما أعلنه الحلف من سعي الى معرفة الحاجات الدفاعية لبلدان الضفة الجنوبية للمتوسط. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن شيفر أجرى محادثات مع الرئيس زين العابدين بن علي ووزيري دفاعه وخارجيته هادي مهني وعبدالباقي الهرماسي ركزت على تطوير التعاون العسكري مع تونس وتعزيز الحوار مع البلدان المتوسطية عموماً. وقال شيفر في تصريحات أدلى بها في تونس أمس إنه طلب من المسؤولين التونسيين الانضمام إلى"مبادرة التعاون"التي قررها قادة البلدان الأعضاء في الحلف في قمتهم الأخيرة في اسطنبول العام الماضي والرامية الى التعاون في"الوقاية من وقوع أي هجمات إرهابية وإحباطها". وأضاف ان الحلف يولي اهتماماً للتعاون مع تونس"نظراً الى أهمية موقعها الاستراتيجي في المنطقة المتوسطية". وهذه ثاني زيارة لشيفر إلى شمال أفريقيا بعد زيارته للجزائر في تشرين الثاني نوفمبر والتي التقى خلالها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وكان الحلف دشَن في 1994 مساراً للحوار والتعاون مع سبعة بلدان متوسطية هي الجزائر والمغرب وتونس ومصر والأردن وموريتانيا بالإضافة الى اسرائيل أُطلق عليه اسم"الحوار المتوسطي". وتطور أخيرا إلى حوار مؤسسي إذ عقد وزراء خارجية البلدان الأعضاء في الحلف اجتماعاً في بروكسيل في كانون الأول ديسمبر الماضي مع نظرائهم في البلدان المتوسطية السبعة. وأفيد أن الحلف سيلعب دوراً كبيراً في المستقبل في مجال تحديث جيوش البلدان المتوسطية وبخاصة مخابراتها وكذلك مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة. وتفتش بوارج الحلف السفن التي تعبر المتوسط للتأكد مما إذا كانت تحمل على متنها أسلحة محظورة أو مهاجرين غير شرعيين.