تناقش الإدارة الأميركية إمكان الحصول على قرار من مجلس الامن يسمح لكل الدول باعتراض طريق شحنات من وإلى كوريا الشمالية يمكن أن تحتوي على مواد أو مكونات نووية، بحسب ما اكد مسؤولون وديبلوماسيون أميركيون مطلعون على الاقتراح. وذكر عدد من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش أن القرار المحتمل سيكون بمثابة عزل لكوريا الشمالية، على رغم أن مستشاري الرئيس لا يستخدمون هذه الكلمة. وسيمكّن قرار مماثل الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول من منع وصول شحنات عبر المياه الإقليمية إلى كوريا، ويلزم الطائرات الخضوع الى تفتيش. غير أن عدداً من المسؤولين الأميركيين والآسيويين قالوا إن الهدف الرئيس من قرار مماثل سيكون منح الصين غطاء سياسياً لمراقبة حدودها مع كوريا الشمالية، لا سيما أنها تشكل خط الإمداد بالطعام والنفط إلى الاخيرة، مع الإشارة إلى أن الحدود اليوم مفتوحة على مصراعيها امام الشحنات والأسلحة والمخدرات والعملات المزورة. ويأتي ذلك بعد فشل المحادثات السداسية التي استمرت سنتين مع كوريا الشمالية. ولا يبدو واضحاً ما إذا كانت الصين وكوريا الجنوبية ستمضيان في وضع خطة لتجاوز الضغوط. كما رفضت الدولتان حمل الأزمة إلى مجلس الأمن لمنع مواجهة مع كوريا الشمالية. وكانت الإدارة الأميركية متمسكة حتى الأسبوع الماضي، بحل الأزمة النووية لكوريا الشمالية عبر المحادثات. غير أن الكشف هذا الشهر عن إغلاق بيونغيانغ المفاعل النووي الرئيس، ما قد يشكل تمهيداً لاستخراج مكونات اسلحة، جعل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تعلن عن احتمال اللجوء إلى الأممالمتحدة، لتسلك إدارة بوش المسلك الذي تبعته إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عام 1994. وكان وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي مون حذّر كوريا الشمالية الاثنين الماضي، من إجراء أي تجارب نووية، منبهاً من أن خطوة مماثلة ستؤدي إلى عزلة بيونغيانغ في شكل أكبر وتعريض مستقبلها للخطر. وصرح مسؤول رفيع في إدارة بوش بأن كوريا الشمالية"إما تتجه نحو اختبار نووي شامل حتى ترغمنا على التعامل معها على أنها قوة نووية راسخة، وإما تقدم عرضاً رائعاً لأقمارنا الاصطناعية"التي رصدت التغييرات في المفاعل، مضيفاً أن خيار العزل لم يعرض رسمياً على الرئيس. ولم يدل البيت الأبيض الى الآن، بالكثير في شأن التحركات الكورية الشمالية، بناء على استراتيجية مختلفة جداً عن تلك التي اتبعها قبل عامين في العراق. في غضون ذلك، بدأ كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الذي يرأس وفد بلاده الى المحادثات السداسية، مناقشات في سيول أمس، في شأن سبل إنهاء الجمود في المحادثات. وهذه المحطة الأولى من جولة له، تشمل بكين اليوم الثلثاء وطوكيو غداً. وقال هيل ان مقاطعة بيونغيانغ للمحادثات السداسية"غير مقبولة"، مشيراً إلى أنه يفضل الحوار مع أن الجانبين الاميركي والكوري صعّدا اللهجة في الأيام الماضية. وأكد وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي مون:"سنركز على الطرق الديبلوماسية والحاجة الى تحريك المحادثات ثم على تحقيق تقدم بعد إطلاقها من جديد".