يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم جولة في منطقة الشرق الاوسط، وصفت بأنها"تاريخية".وتشمل جولة بوتين، وهي الأولى لرئيس روسي الى المنطقة منذ عشرات السنين، مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية .واعتبر سياسيون روس أن الجولة تهدف الى تعزيز الدور الروسي في المنطقة ودفع علاقات موسكو مع"حلفاء روسيا التقليديين في الشرق الأوسط". ويصل بوتين اليوم الى القاهرة حيث يلتقي نظيره المصري حسني مبارك .واستبق الرئيس الروسي زيارته بالإعراب عن أمله بأن تعزز محادثاته العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن يتمكن الطرفان من الخروج باتفاق لتعاون مشترك في كل المجالات. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو إن الطرفين سيبحثان جملة من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مسألة اصلاحات الأممالمتحدة التي تعد مطلباً مشتركاً للطرفين، إضافة الى مسألة الاصلاحات الديموقراطية في الشرق الأوسط .وكانت موسكو شددت على أن"أية أحاديث عن اصلاحات في المنطقة يجب أن تنطلق من دول المنطقة نفسها"، وتعتمد على المبادرات المحلية. ويشكل ملف مكافحة الإرهاب عنصراً أساسياً للحوار مع الجانب المصري، ولفتت الخارجية الروسية الى أن الطرفين يناقشان"تدابير مشتركة لتعزيز مكافحة الإرهاب".وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن برامج روسية مصرية لتعقب الإرهابيين. الى ذلك، يبحث الرئيس الروسي خلال زيارته ملف المشكلات الاقليمية وعلى رأسها الموقف في العراق والوضع على الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي .وكان الكرملين لفت الى توافر مقومات كبيرة مشجعة بعد الاتفاقات التي توصل اليها الطرفان في شرم الشيخ. وقال ياكوفينكو إن العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا ستشغل حيزاً مهماً من المناقشات، خصوصاً على صعيد تطوير التعاون الاقتصادي التجاري الذي وصف بأنه"متخلق عن مستوى العلاقات السياسية بين البلدين". وستشكل إسرائيل المحطة الثانية في جولة بوتين قبل أن ينتقل مساء الخميس الى رام الله حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس .وذكرت مصادر ديبلوماسية روسية أن الجولة تهدف الى تعزيز الدور الروسي في المنطقة ودفع عملية السلام. ولم يستبعد مصدر ديبلوماسي تحدث الى"الحياة"أن يقدم الرئيس الروسي اقتراحات محددة لدفع عملية التسوية وتطبيق الاتفاقات السابقة، خصوصاً خطة"خريطة الطريق". القاهرة ترحب وأظهرت القاهرة ترحيباً كبيراً بزيارة بوتين، وهي الاولى من نوعها منذ 30 عاماً .وارتبط البلدان في الخمسينات والستينات بعلاقات استراتيجية، لكنها تعرضت لانتكاسة خلال حكم الرئيس السابق أنور السادات ولم تعد الى حالها طوال العقدين الماضيين .وتنظر القاهرة لزيارة بوتين باعتبارها فرصة لعلاقات جديدة ومتوازنة. واعلن الناطق باسم الرئاسة السفير سليمان عواد أن مصر رئيساً وحكومة وشعباً ترحب بزيارة بوتين للقاهرة"ضيفاً كريماً وصديقاً عزيزاً"، وقال إن زيارة الرئيس الروسي لمصر تعكس الرغبة المشتركة للجانبين في دعم العلاقات الثنائية المتميزة ومواصلة التشاور حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية . ومن جهته، أكد وزير الخارجية احمد ابو الغيط ان هناك اتصالات مستمرة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف للتنسيق والتشاور، خصوصاً بشأن النزاع العربي - الاسرائيلي وتهدف مواقفهما الى إرساء سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الاوسط على اساس قرارات مجلس الامن 242 و338 والقرار 1397 الذي يقضي بانشاء دولة فلسطين المستقلة الى جوار دولة اسرائيل، كما تقدر مصر دور روسيا المحوري في إطار المجموعة الرباعية ومساعيها المستمرة لتطبيق خريطة الطريق، ويتفق الطرفان على أهمية استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني في اقرب فرصة لتحقيق التسوية الشاملة للصراع العربي الاسرائيلي . واكد ابو الغيط توافق آراء البلدين إزاء الالتزام بالحفاظ على سيادة العراق ووحدته الاقليمية وأهمية التوصل للمصالحة الوطنية بين كل الاطياف العراقية تطبيقاً لقرار مجلس الامن 1546 حتى تتوافر الظروف الملائمة لانسحاب القوات الاجنبية من العراق. واضاف الوزير المصري أن روسيا حرصت على دعم المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس حسني مبارك عام 1990 لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل . كما اكد ابو الغيط دعم مصر جهود روسيا الرامية الى اعتماد الجمعية العامة للامم المتحدة للاتفاقية الدولية لمكافحة اعمال الارهاب النووي"لقناعتنا باهميتها في مجال مكافحة ظاهرة الارهاب". واشار وزير الخارجية المصري الى ان روسيا بصدد انشاء جامعة روسية في مصر الامر الذي سيساهم في تطوير العلاقات الثنائية على المستوى الثقافي . وفي النهاية اشار ابو الغيط الى الترحيب الرسمي والشعبي بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة، موضحاً ان مصر"لا تنسى موقف الاصدقاء الذين وقفوا الى جانبها وقت الشدة وأن التقارب بين بناة الاهرامات وبين مصممي مشروع السد العالي أمر طبيعي".