يستقبل الرئيس حسني مبارك اليوم الرئيس محمود عباس أبو مازن والوفد المرافق له الذي وصل الى القاهرة امس في زيارة تستغرق يومين وتشكل المحطة الثانية في اول جولة خارجية يقوم بها بعد انتخابه. ويرافق"ابو مازن"وفد يضم وزير الشؤون الخارجية الدكتور نبيل شعث ووزير الاعلام الفلسطيني السابق نبيل عمرو. وقال مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية السفير محمد صبيح ل"الحياة"إن الزيارة تأتي في اعقاب تطورات ايجابية اسفرت عنها حوارات السلطة مع الفصائل الفلسطينية، وبعد جهود تستهدف توحيد اجهزة الأمن الفلسطينية ونشر القوات الفلسطينية في قطاع غزة وبدء حركة تسهيلات للمواطنين الفلسطينيين. وأشار الى أن محادثات"ابو مازن"ستشمل ثلاثة محاور: الأول استمرار الدعم السياسي للسلطة، والثاني قيام القاهرة بإعادة تأهيل القوات الفلسطينية لتتولى المسؤولية بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، والثالث تفعيل التعاون الاقتصادي. واعتبر شعث أن هدف الزيارة هو"دفع الخطوات باتجاه استئناف عملية السلام، فمصر هي الشقيقة الاكبر والناصح الاكبر". وتوقع إعلان الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قريباً جداً. يذكر أن زيارة عباس تأتي في اطار جولة استهلها بالأردن وتشمل روسيا وتركيا. زيارة عباس لموسكو والدور الروسي وفي موسكو أ ف ب، يسعى الرئيس فلاديمير بوتين عبر استقبال عباس الاثنين الى اعطاء دفع جديد للسياسة الروسية في الشرق الاوسط التي اصبحت في موقع ضعيف منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، علما ان روسيا عضو في اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وأعربت روسيا عن ثقتها في قدرة عباس على"تحقيق اصلاحات ديموقراطية عميقة"وعلى"الحصول على دعم الاسرة الدولية واسرائيل". كما اعلنت"استعدادها لتعاون اكبر من اجل تعزيز الصداقة الروسية - الفلسطينية التقليدية"، بعد ان كانت موسكو خلال السنوات الاخيرة تلعب ورقة العلاقات الجيدة مع اسرائيل، خصوصا تحت عنوان"مكافحة الارهاب". ويرى اوليغ بابانوف من معهد العلاقات الدولية ان زيارة عباس ستشكل فرصة لموسكو من اجل محاولة"تنشيط نشاطاتها في الشرق الاوسط". ويضيف:"تنتهي زيارة الرئيس السوري بشار الاسد ليصل عباس. لعلنا قررنا ان نلعب الورقة العربية، حتى لو ان هناك تفاهما اكثر بيننا وبين اسرائيل مما يوجد بيننا وبين العرب". وفي تشرين الثاني نوفمبر، لخص بوتين رؤيته للحل الاسرائيلي -الفلسطيني بجملة واحدة"دولة فلسطينية مستقلة"مع"ضمانات امنية لدولة اسرائيل". وقبل عباس دعوة بوتين معطيا الاولوية لموسكو في جولته الاولى في الخارج وتاركا اوروبا وواشنطن لمرحلة لاحقة. غير ان بعض المحللين الروس يبدي تشاؤما من قدرة روسيا على القيام بدور نافذ في المنطقة، اذ لم يعد لروسيا دور عقائدي او اقتصادي او عسكري هناك".