الانسان المهدور"عنوان كتاب للأكاديمي وأستاذ علم النفس مصطفى حجازي صدر حديثاً عن"المركز الثقافي العربي"الدار البيضاء، بيروت. يعالج الكتاب مسألة الهدر الانساني المتعدد الأشكال والمستويات والألوان، بدءاً بهدر الدم والتجريم والتحريم والنفي والإبعاد في الوطن وخارجه، والاستبداد وآليات تحكمه بالسلوك وتدجينه للطاقات الحية، ومروراً بهدر الفكر والوعي والشباب والمؤسسات، وانتهاء بألوان الهجر الوجودي في الحياة اليومية. يجعل هذا الهدر، الذي قد يصل حد المرض الكياني، كل حديث في الديموقراطية والتنمية مسألة نافلة ما دام الشرط المؤسس والملزم لم يتوافر وهو الاعتراف بالانسان قيمة ومكانة وحصانة وقدرات ووعياً. ولكل انسان في عالمنا نصيبه من الهدر الذي يتنوع في الشكل والمقدار، ما يعطل أو يعوق مشروع بناء نوعية حياة وصناعة مستقبل. يتمثل الهدف العام لهذا العمل في الوعي بحالات الهدر الظاهرة منها والخفية وكشف آلياتها، كخطوة لازمة لمواجهتها وصولاً الى القيام بمهمة استرداد انسانية الانسان. ويطرح المؤلف لهذا الغرض منظوراً مضاداً للهدر يتمثل في التفكير الإيجابي والمشاعر الإيجابية تجاه الذات بما يخدم بناء الاقتدار وحس الحال النفسي. هذا العمل هو أبعد ما يكون عن الشمول في ما يطرحه من قضايا، كما انه أبعد ما يكون عن تقديم اجابات ناجزة. يتمثل جل طموحه في أن يطلق آلية تفاكر وحوار ونقد ونقض وفتح آفاق بحث جديدة، وصولاً الى التبصر والتدبر.