سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأكراد لم يسموا مرشحيهم للحكومة ومعلومات عن عزمهم على عزل الجعفري واستهداف مسجد سني في بغداد . محافظ النجف يطالب "علماء المسلمين" بالتبرؤ من "المجرمين" ويهدد برد
تتسارع الأحداث الطائفية في العراق، مهددة بإطالة أزمة تشكيل الحكومة برئاسة إبراهيم الجعفري. وفيما هدد محافظ النجف خلال تشييع ضحايا تفجير جامع شيعي، السنّة برد"نحن في غنى عنه"، وطالب"هيئة علماء المسلمين"ب"التبرء من المجرمين"هاجم مسلحون أمس مسجداً سنّياً في بغداد بالأسلحة الرشاشة، ما أدى الى مقتل شخصين وجرح طفل. وبينما شكل العرب السنّة لجنة برئاسة نائب الرئيس غازي الياور تتولى المفاوضات مع الجعفري وكتلته للمشاركة في الحكومة، مطالبين ب7 وزارات إحداها سيادية، نقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن مسؤولين، لم تنشر اسماءهم، أن بعض الزعماء الأكراد يحاول عرقلة تشكيل الحكومة لإجبار الجعفري على التنحي. ويعزز هذه المعلومات تصريح للأمين العام ل"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني الذي قال ل"الحياة"إن الحزبين الكرديين الرئيسيين"لم يتخذا قراراً نهائياً بالمشاركة في الحكومة". في النجف، وجه المحافظ أمس تحذيراً الى السنّة الذين اتهمهم بالوقوف وراء الاعتداءات التي يتعرض لها الشيعة. وقال أسعد أبو كلل، وهو من القياديين البارزين في"المجلس الاعلى للثورة الإسلامية":"نحمل أبناء الطائفة السنية الذين يدعي الذين يقومون بهذه الاحداث الانتماء اليهم، المسؤولية ونطالبهم باصدار البيانات ووقف هذه الحركة الاجرامية حتى لا نضطر الى ردود افعال نحن في غنى عنها". وجاء تصريح أبو كلل بعد مشاركته أمس في النجف في تشييع ستة من القتلى التسعة الذين سقطوا الجمعة في انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد الصبيح الشيعي في بغداد. واضاف المحافظ:"لدينا في العراق هجمة طائفية بغيضة اكلت الأخضر واليابس، خصوصاً من شعبنا انصار أهل البيت، إذ نستقبل الشهداء تلو الشهداء من المصلين والابرياء". وتساءل:"أي جهاد هذا؟ أين الاميركيون حتى تكون السيارة المفخخة قرب باب المسجد لقتل المصلين". وأكد أن"شعبنا يصبر ولكن لن يصبر الى ما لا نهاية... اننا نحمل الحكومة ايضاً المسؤولية، لأن عليها حماية مساجدنا وأماكن العبادة". وقال أيضاً:"نطالب هيئة علماء المسلمين التي تدعي قيادة الطائفة السنّية الى الوقوف بشكل حاسم ضد هذا الاجرام". وأشار الى ان"عشائرنا وابناءنا يمتلكون قدرات كبيرة وهم لن يصبروا طويلاً وسيتخذون الرد المناسب في الوقت المناسب". وأعلن وفيق السامرائي، المستشار الأمني للرئيس جلال طالباني ل"الحياة"ان مشاركة العرب السنّة في العملية السياسية"أصبحت حتمية، وأنهم لن يتخلوا عن ذلك حتى ولو لم تلبِ هذه المشاركة طموحهم". وأعلن الياور امس تشكيل لجنة للتفاوض مع كتلتي"الائتلاف"و"الأكراد"تضم ممثلين عن العرب السنّة من أعضاء مجلس"الحوار الوطني"و"جبهة القوى الوطنية"لعرض مطالب العرب السنّة على الجعفري، مشدداً على أن"العرب السنة سيطالبون الكتلتين بمنحهم سبع وزارات بينها احدى الوزارات السيادية". وتضم اللجنة التي يرأسها الياور، طارق الهاشمي الأمين العام للحزب الاسلامي العراقي، وصالح المطلب الأمين العام لحزب الوسط، ونبيل محمد سليم عضو جبهة القوى الوطنية والشيخ عبد الناصر كريم يوسف. الى ذلك، أعلن الناطق باسم"الحزب الإسلامي، اياد السامرائي في مؤتمر صحافي امس ان"جبهة القوى الوطنية"و"مجلس الحوار الوطني"أصدرا بياناً مشتركاً عقب لقائهما مع طالباني حول مشاركة السنّة في العملية السياسية. وتضمن مناقشة"التلكؤ المؤسف الحاصل في تشكيل الحكومة وكتابة الدستور". وطالب الجعفري بعقد اجتماع عاجل"يضم كل الأطراف المعنية لتشكيل الحكومة خلال 24 ساعة"، لافتاً الى ان ممثلين عن السنّة سيقدمون مرشحيهم في الاجتماع. ويضيف هذا الجو الطائفي المزيد من العراقيل أمام تشكيل الحكومة التي كان متوقعاً إعلانها أمس، لكنها أجلت وقتاً غير محدد لاستكمال المشاورات. وعلى صعيد الازمة السياسية الناجمة عن عدم قدرة الجعفري على تشكيل الحكومة افادت صحيفة"نيويورك تايمز"ان رئيس الوزراء المكلف لا يتحمل وحده اسباب هذه الازمة واضافت نقلاً عن مسؤولين غربيين ان زعماء من الاكراد يعرقلون تشكيل الحكومة لإجبار الجعفري على الاعتذار بعد مرور شهر على تكليفه، حسبما ينص قانون الادارة الموقت. ونفى مسؤول في"التحالف الكردستاني"هذه المعلومات. لكن تعزز صدقية ما نشرته الصحيفة الاميركية تصريحات الامين العام لحزب بارزاني فاضل ميزاني الى"الحياة"امس حين قال ان"الحزبين الرئيسيين لم يتخذا قراراً نهائياً بالمشاركة في الحكومة"موضحاً ان"التحالف الكردستاني"لم يقدم بعد اسماء مرشحيه لشغل الحقائب الوزارية الى الجعفري، واكد ذلك سعد قنديل القيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية". أمنياً، شهدت بغداد عمليتين انتحاريتين أسفرتا عن مقتل 11 عراقياً وجرح أكثر من 30 شخصاً بينهم ثلاثة أميركيين، فيما قُتل سبعة عراقيين في هجمات شمال البلاد وجنوبها. واستهدفت العملية الأولى قافلة أميركية غرب بغداد، ما أدى الى مقتل الانتحاري ومدني وجرح 10 آخرين بينهم ثلاثة أميركيين. أما العملية الثانية فاستهدفت دورية للجيش العراقي في منطقة"أبو غريب"حيث قتل 9 من جنوده وجرح 20 بينهم مدنيون. وبعد يوم على تفجير مسجد شيعي في بغداد، أطلق مسلحون النار على مسجد حي الجامع في العاصمة العراقية اثر صلاة الظهر، ما أدى الى مقتل شخصين وجرح طفل.