سيضع الرئيس المصري حسني مبارك حداً للجدل حول ما إذا كان سيرشح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجرى في أيلول سبتمبر المقبل أم لا، وذلك عبر حوار تلفزيوني مطول أجراه معه الإعلامي عماد الدين أديب سيبثه التلفزيون المصري على ثلاث حلقات بدءاً من بعد غدٍ الأحد. وعلى رغم أن دوائر الحزب الوطني الحاكم كانت لجأت إلى التلميح بأن مبارك هو مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن مبارك نفسه صرح مراراً بأنه لم يتخذ قراره بعد. وترى دوائر المعارضة ان القرار اتخذ بالفعل وأن حوار أديب المطول مع مبارك هو مقدمة لحملته الانتخابية، وإن تحفظ مبارك وأقطاب الحزب الحاكم عن إعلان ترشيحه قبل الانتهاء من اجراءات تعديل المادة 76 من الدستور وإقرار نظام الانتخابات بين أكثر من مرشح بدل نظام الاستفتاء ربما هدف إلى إقناع دوائر المعارضة بحرص رئيس الجمهورية والحزب الوطني على مراعاة الإجراءات الدستورية وعدم استباق الأحداث. واختار مبارك ذكرى تحرير سيناء ليبث فيها الحوار المطول الذي يحمل عنوان"كلمتي للتاريخ". ووفقاً لتقرير لصحيفة"الأهرام"فإن مبارك سيعلن في الحوار عن"مفاجآت كبيرة"لم تُعرف بعد وسيجيب عن السؤال المهم"هل سترشح نفسك في الانتخابات الرئاسية المقبلة أم لا؟". ويتوقع مراقبون أن يلمح مبارك الى أنه بصدد حسم قراره في اتجاه الترشيح من دون أن يعلن صراحة انه اتخذ القرار بالفعل ليسد الطريق على القوى المعارضة التي بدأت بالفعل في إعلان معارضتها التمديد له لفترة ولاية خامسة. واللافت أن حلقات الحوار الثلاث أعدت في شكل غير مسبوق حيث أخرجها المخرج السينمائي شريف عرفة ووضع الموسيقى التصويرية عمار الشريعي، وعلى ذلك فالحوار اتخذ شكل الفيلم السينمائي على صورة"السيرة الذاتية"في وقت صعّدت فيه قوى المعارضة غير الحزبية من أشكال الاحتجاج على التمديد لمبارك إذ ستنظم"الحركة المصرية من أجل التغيير"المعروفة باسم"كفاية"يوم 27 الجاري تظاهرات في 12 محافظة مصرية على رغم اعتراض أجهزة الأمن على التظاهر من دون ترخيص. ووفقاً لمصادر الحركة فإن التظاهرات ستكون سلمية وان هدفها العام هو"المطالبة بتحقيق إصلاح سياسي حقيقي"وهدفها الخاص هو"الإعلان الصريح عن معارضة التمديد للرئيس مبارك لفترة ولاية خامسة"على أساس أن مبارك"تكفيه أربع مرات في مقعد الرئاسة أمضاها في ظل حال الطوارئ التي اعلنت قبيل انتخابه للرئاسة للمرة الأولى في العام 1981"، بحسب كلام المنسق العام للحركة السيد جورج اسحاق الذي أوضح أن تظاهرة الحركة في العاصمة ستتم في ساحة دار القضاء العالي. واعتبرت دوائر الحزب الحاكم أن حوار مبارك مع أديب"ليس له علاقة بالانتخابات"، وأشارت الى أن الرئيس"سيطرح شهادته للتاريخ على مواقع عدة ومحطات مهمة في حياته ومنها التحاقه بالقوات المسلحة وتعيينه قائداً للقوات الجوية ومسيرة حياته السياسية منذ تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية في تشرين الأول اكتوبر. كما سيتحدث عن علاقاته بكل من الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات اضافة الى آرائه في قضايا الاصلاح السياسي والتهيئة ومستقبل الديموقراطية في البلاد". إلا أن دوائر المعارضة تشير إلى أن الفرصة نفسها لن تتحقق لأي شخص يرغب في الترشح لمنافسة مبارك في الاستحقاق الرئاسي، حتى لو تمكن من ترتيب حوار مع شخصية إعلامية بارزة كأديب واتفق مع مخرج كبير مثل عرفة وعقد اتفاقاً مع موسيقار معروف كالشريعي، فإن آماله في بث مثل هذا الحوار في التلفزيون الرسمي تظل حلماً لا يحققه مثله.