قال رئيس قسم السياحة والترفيه في وزارة التجارة والصناعة البريطانية ريتشارد باري: "لا نهاية لإمكانات السياحة في العالم العربي، وسنشهد تطورات استثنائية خلال العقدين المقبلين". جاء ذلك في كلمة ألقاها في مؤتمر نظمته غرفة التجارة العربية- البريطانية بالتعاون مع "النساء في دنيا الأعمال" أمس في لندن. وبدا من حديث المناقشين ان العالم العربي وصل إلى مرحلة حاسمة بعد عقدين من ازدهار سياحي، راوح بين النشاط الفعال في دول مثل مصر، وبدايات مبشرة بتطوير السياحة في دول مثل عُمان. وتوقع المتحدثون نقلة مميزة في انتعاش السياحة خلال العقدين المقبلين، مما يوجب إشراك المرأة العربية في هذا المجال، وتمكينها من العمل فيه. ولفت باري إلى انه "قبل عشرة أعوام كان من الصعب الطلب من الشركات الغربية الذهاب إلى الخليج، ومن الأصعب تصور ذهاب السياح الى المنطقة". واتفقت رئيسة نشرة مجلة "أخبار السفر والسياحة في الشرق الأوسط" TTN كيم تومسون مع هذا الرأي، قائلة ان "المنطقة استقبلت ثمانية ملايين زائر قبل عقدين، وهي اليوم تستقبل أكثر من 30 مليوناً"، موضحة ان صناعة السياحة تنمو بوتيرة متسارعة. وبررت مديرة "معهد كريستيل ديهان لبحوث السياحة والسفر" كريستين اينيو مساهمة صناعة السياحة في الاقتصاد العربي، قائلة ان "ما بين خمسة وعشرة في المئة من مجمل الناتج المحلي في المنطقة يأتي من السياحة، مم يجعلها بين أكبر الصناعات بعد النفط". وأضافت: "نحو خمسة في المئة من العمالة في المنطقة يشغلها موظفو الخدمات السياحية". وقالت مديرة مكتب السياحة العماني في بريطانيا، اليسون كراير ان الدول الخليجية تشجعت بما انجزته دبي، التي استقبلت أكثر من 600 ألف سائح بريطاني العام الماضي. لكنها ذكرت بأن هذه الدول تثبت هوية خاصة بها، مضيفة:" سلطنة عمان تستهدف سوقاً خاصة مثل العائلات التي تريد قضاء عطلة مع أولادها، فتستعين بأخصائيي الترفيه العائلي". وتابعت ان المرأة تلعب دوراً مهماً في السياحة العمانية بعد تولي راجحة بنت عبد الأمير بن علي منصب وزيرة السياحة العام الماضي. ولم يتطرق المتحدثون للوضع الأمني في المنطقة وخوف بعض السياح الغربيين من التوجه إليها. وصرحت مديرة مكتب وزارة دبي للسياحة والتسويق باربل كيرتشنير بأنها لا تخوض في هذا الموضوع لأن "المسألة الأمنية لا تعنينا ولأن دبي والمنطقة عموماً آمنة جداً ولا داعي للخوف". وقال باري ان السياحة في العالم العربي مبنية على "التجربة بدلاً من السفر فقط من أجل الذهاب إلى بلد ما". وتوقع ان السياح الذين يريدون "التجربة" الخاصة سيتوجهون الى العراق مستقبلاً. وحض الحاضرين على "الانتباه الى سوق السياحة في العراق خلال السنوات الخمس المقبلة، لأنه سيصبح وجهة سياحية رائدة بسبب تاريخه ومواقعه الأثرية التي لا مثيل لها".