في خطوة تشكل انتصاراً مهماً لحملة المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل وتمهد لتوسيعها، أقرت رابطة اساتذة الجامعات البريطانية في مؤتمرها السنوي ام س مجموعة من الاقتراحات تشمل مقاطعة جامعتي حيفا وبار ايلان في اسرائيل واقامة علاقات اوثق مع الاكاديميين الفلسطينيين، وذلك رغم الحملة التي شنها اللوبي اليهودي في بريطانيا ضد هذه الاقتراحات وتضمنت اطلاق الاتهامات المعتادة بمعاداة السامية. راجع ص 7 وقالت الناشطة في حملة المقاطعة الاكاديمية منى بيكر ل"الحياة"ان هذه الخطوة"مهمة لأنها تجعل مبدأ مقاطعة اسرائيل معترفاً به، ولأنها تشجع منظمات اخرى على السير في هذا الاتجاه". من جانبها، قالت عرابة مشروع الاقتراحات سو بلاكويل المحاضرة في دائرة اللغة الانكليزية في جامعة بيرمنغهام في تصريح تلقت"الحياة"نسخة منه:"هذا يوم عظيم لانصار حقوق الانسان الفلسطيني، ويوم سيىء لانصار ارييل شارون والاحتلال غير القانوني للاراضي الفلسطينية المحتلة". وكانت دافعت عن قرار المقاطعة بالاشارة الى ان"معظم الاكاديميين الاسرائيليين يخدم في الاحتياط في الجيش الاسرائيلي... ويدعم قمع الدولة ازاء الفلسطينيين أو أنه لا يعلن معارضته لذلك". وصوتت الرابطة التي تمثل نحو 49 الف استاذ جامعي، في ختام اجتماعها السنوي الذي عقد في مدينة ايستبورن على مدى الايام الثلاثة الماضية، لمصلحة اقتراح يدعو الى مقاطعة جامعة حيفا بسبب الضغوط التي تمارسها على استاذ العلوم السياسية الدكتور ايلان بابيه والتي تتضمن تهديده بالطرد بسبب دفاعه عن طالب خريج تطرق في رسالة الماجستير الى مذبحة نفذها"الهاغاناه"في حق 200 مدني فلسطيني اعزل في قرية الطنطورة قرب حيفا. ودعت الرابطة اعضاءها الى مقاطعة جامعة حيفا حتى تتوقف عن تقييد الحرية الاكاديمية وتجريم الاساتذة والطلاب الذين يعدون ابحاثا او يناقشون تاريخ تأسيس دولة اسرائيل. كما صوتت الرابطة لمصلحة اقتراح يدعو الى مقاطعة جامعة بار ايلان لانها تمنح شهادات لطلاب"كلية يهودا والسامرة"في مستوطنة"ارييل"غير القانونية قرب نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة"ما يجعل الجامعة متورطة بشكل مباشر في احتلال اراض فلسطينية خلافا لقرارات الاممالمتحدة". ودعت الرابطة الى مقاطعة الجامعة الى ان تقطع علاقاتها الاكاديمية مع"كلية يهودا والسامرة"واي كلية اخرى موجودة في المستوطنات غير القانونية في الاراضي المحتلة. واقرت الرابطة ايضا اقتراحا يدعو الى الترويج لرسالة وجهتها 60 رابطة فلسطينية تشمل اتحاد الاساتذة والموظفين من اجل المقاطعة الاكاديمية والثقافية للمؤسسات الاسرائيلية، وتدعو الى توسيع الحوار مع الاكاديميين الفلسطينيين واتحاداتهم. واحالت اقتراحا بمقاطعة الجامعة العبرية في القدس، على مجلسها التنفيذي لمزيد من النقاش والتحقق ان كانت الجامعة شيدت فعلا سكنا للطلاب على اراض صودرت من عائلات فلسطينية. وكان الجدل احتدم في الايام الماضية بين انصار المقاطعة ومعارضيها ووصل ذروته امس عندما اعرب 250 اكاديميا بريطانيا بارزا لصحيفة"ذي غارديان"عن قلقهم من هذه الاقتراحات، مشددين على اهمية"التدفق الحر للافكار"بين الجامعات من دون اي تأثير سياسي. كما لاقت الاقتراحات مؤخرا ادانة من مجلس النواب اليهود الذي اعتبر انها تثير المزيد من القلق من تزايد معاداة السامية في بريطانيا، كما"تثير عقبة اضافية تحول دون تحقيق السلام في الوقت الذي يبني فيه الفلسطينيون والاسرائيليون جسورا بينهم". الا ان فكرة المقاطعة لاقت دعما عندما ايدتها السلطة الفلسطينية. وتأتي اقتراحات المقاطعة في سياق حملة المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل والتي تمثل احتجاجا سلميا تضامنيا مع الفلسطينيين يهدف الى فضح الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان والقانون الدولي، خصوصا السياسات المنهجية القائمة على تدمير متواصل للمؤسسات الاكاديمية والمجتمع الفلسطينيين، كما تكشف للرأي العام العالمي مدى تورط المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية في اطالة امد الاحتلال. وكانت الحملة انطلقت من لندن بجهود اكاديميين بريطانيين هما ستيفن وهيلاري روز في اوج الاجتياحات الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية عام 2002، عندما دعت الى فرض عقوبات على اسرائيل من قبيل قطع التمويل الاكاديمي الاوروبي لها ما لم تلتزم قرارات الاممالمتحدة وتبدأ مسعى جديا للمفاوضات السلمية مع الفلسطينيين.