توقعت بعثة الأممالمتحدة في السودان أن ترتفع لائحة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من 51 متهماً بارتكاب جرائم حرب في دارفور بسبب تزايد العنف في الإقليم خلال الشهر الجاري، وأعلنت أن نشر عشرة آلاف جندي و715 شرطياً لحفظ السلام في جنوب البلاد سيبدأ في أيار مايو المقبل. وقالت الناطقة باسم مبعوث الأممالمتحدة الى السودان راضية عاشوري في مؤتمر صحافي في الخرطوم، أمس، إن الوضع في دارفور لم يشهد تحسناً خلال الشهر الجاري، وان العنف في تزايد، خصوصاً من الميليشيات التي تستهدف المدنيين وعمال الاغاثة. وتوقعت أن يؤدي ذلك الى ارتفاع عدد المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية من 51 حسب تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية. وذكرت أن بعثة الأممالمتحدة في السودان ليس لها شأن بالحوار مع الحكومة ازاء تنفيذ قرار مجلس الأمن 1593 المتعلق بإحالة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور على المحكمة الجنائية الدولية. ورأت أن الأمر صار شأناً قضائياً، ولكن البعثة يمكن أن تساعد المدعي العام للمحكمة إذا طلب منها ذلك. وأعلنت عاشوري أن الأممالمتحدة ستبدأ الشهر المقبل نشر عشرة آلاف جندي و715 شرطياً لحفظ السلام في جنوب البلاد، بحسب قرار مجلس الأمن 1590، وأوضحت أن 44 من القادة العسكريين وصلوا الى الخرطوم وسيقضون فترة تدريبية في نيروبي قبل بدء مهمتهم. كما أجرى قائد القوات الدولية الجنرال أكبر فاربي محادثات مع نائب رئيس"الحركة الشعبية لتحرير السودان"سلفاكير ميارديت المسؤول العسكري في الحركة، في شأن نشر القوات، وسيزور جوبا وملكال وواو، أكبر مدن الجنوب، لهذا الغرض. الى ذلك، قال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل إن القيادة المصرية أبلغت الخرطوم أنها تعد لاستضافة المحادثات بين الحكومة و"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض في القاهرة خلال الأيام المقبلة لاستكمال المصالحة بين الطرفين بعد توقيعهما اتفاقاً بالأحرف الأولى في وقت سابق. وربط"التجمع"المعارض مشاركته في لجنة صوغ الدستور الانتقالي التي ينتظر أن تبدأ أعمالها السبت المقبل، بإكمال اتفاقه مع الحكومة وتعديل النسب المخصصة له من اللجنة بحسب اتفاق السلام في جنوب البلاد. وذكر اسماعيل عقب عودته من القاهرة في زيارة رافق خلالها الرئيس عمر البشير، الذي شارك في قمة الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا نيباد التي عقدت في شرم الشيخ، ان القمة التي جمعت البشير مع الرئيسين المصري حسني مبارك والنيجيري اولوسيغون اوباسانجو ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي، كلفت اوباسانجو، الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي، بتسريع عقد جولة المحادثات الجديدة بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور من أجل التوصل الى تسوية سياسية للأزمة في الاقليم، ودرست دعم الاتحاد الافريقي وقواته التي تراقب وقف النار هناك، ومساندة السودان افريقياً حتى يتخطى المرحلة الحالية عقب قراري مجلس الأمن الأخيرين. وأضاف ان القمة التي ضمت البشير ومبارك وزيناوي وجهت بتشكيل ثلاث لجان للتعاون والتنسيق بين الدول الثلاث تشمل لجنة أمنية في الخرطوم وسياسية في أديس ابابا واقتصادية في القاهرة.