أعلن طبيب ايراني لجأ الى كندا اخيراً انه فحص المصورة الصحافية الكندية - الايرانية الاصل زهرة كاظمي التي توفيت منذ عامين في طهران بعد القاء القبض عليها، واستنتج انها عذبت في شدة وان هناك احتمالاً كبيراً ان تكون تعرضت للاغتصاب. وتتناقض الرواية التي ادلى بها شهرام عزام الذي قال انه كان طبيباً في قسم استقبال حالات الطوارئ في مستشفى الحرس الثوري في طهران في ذلك الوقت، مع التصريحات الرسمية للمسؤولين الايرانيين عن ان كاظمي 45 عاماً، توفيت بعدما تعرضت لاغماءة مما ادى الى ارتطام رأسها. وكشفت وفاة كاظمي الايرانية المولد عن تصدعات عميقة في العلاقة بين الحكومة الاصلاحية في ايران والهيئة القضائية المتشددة، كما ألقت الضوء على ما يقول ناشطون انه سجل سيىء للدولة في مجال حقوق الانسان. وأوضح عزام اول من امس، انه قام بفحص كاظمي بعدما نقلها مسؤولون الى المستشفى مساء 62 حزيران يونيو 3002، اي بعد ثلاثة ايام من اعتقالها لقيامها بالتقاط صور امام سجن ايفين ذي السمعة السيئة في طهران والذي عادة ما يحتجز فيه المعارضون. وقال ان كاظمي كانت بها اصابات عدة، من بينها اصابة في الجمجمة وكسر في الانف وكسور في اصابع اليدين، اضافة الى نزع اظفارها وتهشم في عظامها وفتق في طبلة الاذن اليسرى وآثار ضرب على القدمين وكذلك ضرب بالسياط وكدمات في مختلف انحاء الجسم. وقال عزام الذي منح حق اللجوء الى كندا مع افراد اسرته، انه تمكن من مغادرة ايران العام الماضي، مدعياً حاجته الى العلاج الطبي في الخارج. وكان مقتل كاظمي في 11 تموز يوليو 3002، اشعل حرباً كلامية بين ايران وأوتاوا. وسحبت كندا سفيرها بعدما رفضت طهران اعادة جثمانها الى كندا، ثم قامت باستدعائه مجدداً عندما رفضت سلطات ايران السماح له بحضور محاكمة المشتبه به في الحادث. واعلنت الهيئة القضائية الايرانية في بداية الامر ان كاظمي توفيت نتيجة جلطة دماغية. لكن تحقيقاً حكومياً كشف عن تعرضها لضربة عنيفة اثناء استجوابها مما ادى الى كسر في الجمجمة ونزيف في المخ. وبرأ القضاء الايراني العام الماضي ضابط استخبارات اتهم بقتل الصحافية، ثم قال ان وفاتها لم تكن متعمدة. ورأت اوتاوا ان القضاء الايراني الذي يهيمن عليه متشددون يخفي الملابسات الحقيقية لوفاة كاظمي لحماية مسؤولين تورطوا في قتلها.