سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محادثات الرئيس الباكستاني تتركز على اقتراحات هندية في شأن السلام بين البلدين شغب سياسي خارج استاد نيودلهي بسبب حضور مشرف ورياضي داخله بعد "اكتساح"باكستان الهند في الكريكيت
اجرى الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ محادثات في نيودلهي امس، تناولت سبل دفع عملية السلام خصوصاً في شأن فضية كشمير المتنازع عليها. وعقدت المحادثات بعد متابعة الزعيمين مباراة في الكريكيت لمنتخبي بلديهما، استمرت 90 دقيقة ووصفها مشرف بأنها كانت مباراة"جيدة ومثيرة"، على رغم احتجاجات متفرقة رافقتها. واعتقلت الشرطة الهندية نحو 150 ناشطاً من حزب"هندو شيف سينا"اليميني المتطرف لتنظيمهم الاحتجاج قرب استاد فيروز شاه كوتلا حيث أجريت المباراة. وأحرق المحتجون علماً باكستانياً ورددوا هتافات ضد مشرف، على رغم تشديد الإجراءات الامنية في نيودلهي وتسيير دوريات قوامها 8 آلاف عنصر من الشرطة السرية والنظامية في محيط الاستاد الرياضي. شغب رياضي وفي الوقت نفسه، شهد الملعب الرياضي شغباً نتيجة تحقيق الفريق الباكستاني فوزاً كبيراً على الهنود. وألقى مشجعون هنود تملكهم الغيظ وهم يرون بلادهم تخسر بفارق كبير أمام باكستان، بزجاجات المياه على الملعب مما تسبب في توقف المباراة وخروج اللاعبين. وتوجهت قوات مكافحة الشغب الى الاماكن التي انطلق منها الشغب واستؤنف اللقاء بعد 15 دقيقة من توقفه. وهذا الفوز الثامن لباكستان على الهند خلال آخر عشرة لقاءات. وكان مشرف استهل زيارته للهند بتفقد ضريح صوفي حيث قام بالصلاة من أجل السلام، قبل ان يحضر مأدبة اقامها سينغ على شرفه اول من امس. وعلى رغم وصف الزيارة رسمياً بأنها لمتابعة مباراة الكريكيت، فإن مشرف قال إن قضية إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين ستكون في صدارة جدول اعمال محادثاته في نيودلهي. واتسم جدول أعمال مشرف امس، بالازدحام. فبعد محادثاته مع سينغ في قصر الضيافة في حيدر آباد، حضر مأدبة غداء اقامها على شرفه الرئيس الهندي زين العابدين عبد الكلام. كما اجتمع لاحقاً مع زعيم المعارضة لال كريشنا أدفاني ورئيسة حزب المؤتمر صونيا غاندي وقادة كشميريين انفصاليين، قبل ان يلبي الدعوة الى حفلة استقبال اقامتها السفارة الباكستانية للمناسبة. وأفادت تقارير ان محادثات مشرف تركزت على سبعة إجراءات اقترحتها الهند لبناء الثقة في منطقة كشمير المتنازع عليها بين البلدين. وتتضمن هذه الاجراءات إقامة مزيد من خطوط الاتصالات والحافلات، بما يسمح للاقارب على جانبي خط الهدنة الذي يقسم كشمير إلى شطرين، بالالتقاء في أماكن عدة، وتنشيط التجارة عبر خط الهدنة وتشجيع السياحة في كشمير وتعزيز التعاون في مجالات مثل البيئة والثقافة، وتسهيل حركة زوار معابد السيخ والهندوس وأضرحة المسلمين. وأعلن مشرف أنه لن يقبل بتحول خط السيطرة حدوداً دولية، فيما اعلنت الهند إنها لن تقبل أي حل لقضية كشمير يتضمن تعديلات إقليمية. وتشكل المحادثات بين الجانبين فصلاً جديداً في عملية السلام التي باشر البلدان"حواراً شاملاً"في شأنها في كانون الثاني يناير الماضي، لوضع حد للنزاعات بينهما خصوصاً في شأن كشمير التي خاضا بسببها حربين من حروبهما الثلاثة منذ استقلالهما عام 1947.