لم تخفف حرارة الشمس الحارقة امس، من إصرار النائبة بهية الحريري على إعلان قرارها. انتظرت لحظة انتهاء المسيرة الرمزية التي انطلقت من منطقة السان جورج الى النادي الرياضي في المنارة، والتي كانت دعت إليها في اطار نشاطات"يوم الوحدة الوطنية"ووقفت بمحاذاة صورة نصبت للرئيس الشهيد رفيق الحريري في ملعب نادي النهضة الملاصق للنادي الرياضي، وأطلقت عبارة دوت في المكان غير المسقوف."نتعهد امامكم جميعاً، هذه الحجارة التي فجروها لقتل رفيق الحريري وقطع الطريق عليه، بإذن الله تعالى، سنحاول وإياكم ان نعيد بها حلم بناء قصر المؤتمرات"، قالت رافعة يدها المحتضنة حجارة حملتها من مكان اغتيال الرئيس الحريري في السان جورج. تعرف النائبة الحريري قضية قصر المؤتمرات، ويعرف المشاركون في المسيرة معنى الخطوة التي قامت بها، متحدية"من يسمون انفسهم بالسلطة"، على حد قولها، ومن منعوا الرئيس الشهيد من إتمام"حلمه ببناء القصر"بحجة ان الأرض تعود للدولة، وأن تكلفة المشروع كبيرة. وقفت تماماً فوق الأرض التي منع الرئيس الحريري من تنفيذ"حلمه"عليها، وأعلنت انهم"ارادوا قتل لبنان بإلغاء مرسوم بنائه في هذه الأرض التي هي ملك للدولة اللبنانية، ولكنها ملك للشعب اللبناني كله"، مؤكدة:"ان شاء الله، سنحاول ان نعيد مرسوم استملاك هذه الأرض الذي ألغي، وننادي جميع الذين وقفوا مع لبنان ليعيدوا حلم رفيق الحريري ببناء قصر المؤتمرات في بيروت في هذه الأرض العزيزة على قلبه، في بيروت قلب لبنان، ضمن القوانين المرعية الإجراء". وأضافت:"نحن لن نحتل الأرض، ولكن الأرض ملك الشعب، ولا حاجة لها إن لم تكن ملكاً للشعب كله. هذه الحجارة التي فجروها اتينا بها من السان جورج المنطقة التي ارادوا لها الموت لنقول نعم للبنان الحياة كما ارادها رفيق الحريري". شكل إعلان النائبة الحريري نهاية مرضية بالنسبة الى المئات الذين ساروا على طول الطريق البحري في"عز الظهر"، وممن لم تفلح القبعات وقارورات المياه التي وزعها عناصر"شباب المستقبل"إلا قليلاً في تخفيف اثر الشمس والتعب فيهم. اولئك بالضبط من اعتمدت عليهم الحريري، فسارت معهم تحت شعار"رفيق الحريري يتابع مسيرته"، وخاطبتهم:"لقد حاولوا في 14 شباط فبراير قطع الطريق على رفيق الحريري باستهدافه واغتياله. واليوم لمناسبة 13 نيسان ابريل الذي اراده يوماً للوحدة الوطنية، فإن الشعب اللبناني وأصدقاءه في لبنان والعالم يسيرون معاً ويقولون في كلمة واحدة ان الرئيس الحريري سيكمل طريقه. إنكم تسجلون رسالة ان هذا الشعب مؤمن برفيق الحريري وسيكمل المسيرة الإنقاذية والإعمارية". ولم يتأفف معظم المشاركين من ارتفاع الحرارة، ف"الرئيس الحريري بيستاهل"و"يجب ان يعرف من ارتكبوا الجريمة ان شعب الحريري لن ينساه". وقبل كلمة النائبة الحريري، تلا النائب مروان حمادة رسالة وجهها الرئيس التشيخي السابق كاتسلاف هافيل الى اللبنانيين، ونشرت"الحياة"مقتطفات منها امس. وضمت المسيرة ممثلين عن سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدة في لبنان والمنظمات الدولية والفاعليات الاقتصادية والتجارية والسياحية والاجتماعية والرياضية والثقافية والنقابية. كما ضمت رئيس مجموعة"الحبتور"خلف الحبتور ورئيس مجموعة"روتانا"ناصر نويس على رأس وفد من مديري الفنادق المحلية والعربية وعدد من المستثمرين العرب. وشارك النواب: مروان حمادة، وليد عيدو، باسم السبع، سمير الجسر، احمد فتفت، عاطف مجدلاني، سيرج طورسركيسيان وجان اوغاسابيان. نشاطات اخرى وفي الإطار نفسه، نظمت شركة"ميغا ايفينتس"بالتعاون مع"نادي بيروت باي بايك"، سباق"رالي بايبر"في وسط بيروت. وافتتحت النائبة الحريري معرضاً للصور نظمه طلاب جامعة المعهد الأميركي للتكنولوجيا"aut"تحت عنوان:"تخليداً للرئيس الشهيد رفيق الحريري". ونظمت جمعية تجار مار الياس احتفالاً في الشارع برعاية النائبة الحريري وحضور فاعليات سياسية واقتصادية. وبعد الوقوف دقيقة صمت، شكر رئيس الجمعية عدنان فاكهاني"شقيقة الشهيد التي بادرت بكل جرأة وعزيمة ورؤية صافية الى الدعوة الى عودة الحياة والنشاط والحركة الاقتصادية والتجارية الى كل لبنان حفاظاً على حلم دولة الرئيس رفيق الحريري". ولبى نحو عشرين اعلامياً من وسائل الإعلام اللبنانية المكتوبة والمرئية والمسموعة كافة، دعوة"نادي هوبس"للمشاركة في دورة إعلامية مصغرة تدخل في اطار اليوم الثالث من النشاط الرياضي، تلبية للدعوة التي وجهتها الحريري. ونظم طلاب الجامعات والمدارس في بيروت وطالباتها مسيرة انطلقت من قصر العدل الى البربير، تحت شعار"وحدتنا خلاصنا"، وزرعوا العلم اللبناني في كل نقطة من المحلة المذكورة. وتولى شبان وشابات التعبير عن الوحدة الوطنية من خلال رسوم على الجدران تجسد معاني الوحدة والتضامن بين اللبنانيين. وقام الطلاب بمد العلم اللبناني الذي تميز بكبره امام ساحة المتحف الوطني وهو يحمل توقيعات المواطنين الذين عبروا عن تمسكهم بالوحدة الوطنية. وأقيم في باحة مؤسسة الحريري في تعنايل احتفال حاشد، بدعوة من جمعية خريجي مؤسسة الحريري في البقاع رسمت خلاله خريطة لبنان بالشموع المضاءة. من ناحية ثانية، اعلن رئيس مجلس ادارة"بنك عودة"ريمون عودة عن التبرع بمبلغ مليون دولار اميركي، لمساعدة صندوق دعم المتضررين من الانفجارات الأخيرة. وتوجه نائب رئيس اتحاد الغرف اللبنانية روبير دباس الى"المتضررين لإرسال استثماراتهم لكي نتمكن من مباشرة دراستها والبدء بالتحرك، والى الذين يودون التبرع لدعم هذا الصندوق". وأقام مكتب الوزير والنائب السابق طلال المرعبي والملتقى التربوي الإنمائي في الشمال حاجز محبة في حلبا، لمناسبة ذكرى 13 نيسان، وزعت خلالها الزهور على المارة، وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية. وأكد النائب غسان مخيبر في الذكرى ضرورة تنقية ذاكرة الحروب وحل قضية المفقودين المختفين قسراً.