هذا لا يعني أننا سنتنازل عن كشف الحقيقة. حقيقة من قتل ومن دبر ومن نفذ ومن تآمر ومن أهمل في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، إلى جانب إصرارنا على اللجنة الدولية للتحقيق وعلى إصرارنا على إقالة كل قادة الأجهزة الأمنية التي نحمّلها المسؤولية الافتراضية وليس الاتهام المباشر. هم مسؤولون عن حماية الشخصيات، وهل هناك شخصية أهم من رفيق الحريري؟"، بهذه الكلمات ختمت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري، المؤتمر الصحافي الذي عقدته في فندق فينيسيا انتركونتيننتال قرب مكان الانفجار الذي أودى بحياة الرئيس الحريري في بيروت أمس، لإطلاق ورشة العمل"للإعداد لاحياء ذكرى 13 نيسان ابريل: يوم الوحدة الوطنية". في اختتام المؤتمر جددت الحريري مطالب أطلقتها منذ اغتيال شقيقها. وانفعالها الذي وصل إلى حد الصراخ ألهب حماسة الحاضرين، فعلا التصفيق والهتاف في القاعة التي ظلت هادئة طوال مدة المؤتمر. وكانت الحريري استهلت المؤتمر بالطلب من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد، ثم ألقت كلمة جاء فيها:"تاريخ الثالث عشر من نيسان من العام 1975 ارتسم في ذاكرة اللبنانيين بأنه يوم بداية محنتهم، ذلك اليوم العصيب الذي رأى اللبنانيون فيه حدثاً أمنياً عابراً. فانكفأوا إلى بيوتهم حرصاً على سلامتهم وسلامة أبنائهم. وتكررت الأحداث واستمر اللبنانيون الطيبون الآمنون الذين كانوا يعيشون في لبنان الأمل والأمن والازدهار. واستمرت الأحداث الأمنية حدثاً تلو الحدث. استمر اللبنانيون المسالمون بالتراجع والانكفاء. فإذا بنا نخسر وطننا وتدمر مدننا، ويقتل شبابنا ويتفرق شملنا وتزول دولتنا وتحتل أرضنا وعاصمتنا". وأضافت الحريري أن"هؤلاء اللبنانيين المؤمنين بوحدة لبنان وسيادته واستقراره هم الذين آمن بهم رفيق الحريري واتخذ من إيمانهم قوة وعزيمة ليبدأ مسيرة الوحدة والإنقاذ وإعادة البناء التي تكاملت مع مسيرة الوحدة والتحرير. فكان لبنان رفيق الحريري الذي نعمنا به وهزمنا اليأس بالأمل". وتابعت:"إن وعي اللبنانيين منذ اللحظة الأولى للجريمة النكراء بأن اغتيال الرئيس الشهيد الحريري هو اغتيال للبنان الآمن المستقر، وأدركوا أن في خوفهم وانكفائهم ضياعاً لوطنهم ومستقبلهم. فقرروا النزول إلى الشارع بأجسادهم غير آبهين بكل المخاطر والتهديدات، مصرين على معرفة الحقيقة ومعاقبة المجرمين منعاً لتكرار 13 نيسان مرة أخرى. لذا دعوتكم اليوم إلى هذا المكان، مكان وقوع الجريمة، حيث عبث العابثون وتآمر المتآمرون وزرع الحاقدون على لبنان رفيق الحريري كل حقدهم. في هذا المكان وهو الحد الفاصل بين الحلم والكابوس والنقطة الأحب إلى قلب الرئيس الشهيد رفيق الحريري. والأشد مرارة وقسوة على قلبي وقلب كل اللبنانيين والعرب وأصدقاء لبنان"، مشيرة إلى"أن 13 نيسان المقبل يصادف الذكرى الثلاثين لمسيرة الآلام والخلاص لدى اللبنانيين والذي أراده الرئيس الشهيد في الذكرى الخامسة والعشرين من خلال العريضة التي وقع عليها ليكون يوم 13 نيسان هو يوم الوحدة الوطنية. لذا نريد هذا اليوم أن يكون يوماً للوحدة الوطنية والحرية. هذه الوحدة الوطنية التي لا تستثني أحداً والتي تناشد أشقاءها وأصدقاءها أن يكونوا معها في هذا اليوم لنحمي لبنان الحلم، لبنان المستقبل". ودعت الحريري"رواد الحرية والوحدة الوطنية أمثال نيلسون مانديلا وعقيلته, والسيدة صونيا غاندي, وكاريزون اكينو وكل رواد الحرية وحقوق الإنسان في العالم العربي والعالم ليشاركونا في يوم وحدتنا وحريتنا. وأدعو أيضاً إلى أن تستضيف بيروت أول مناقشة لتقرير التنمية الإنسانية والذي يتناول موضوع الحريات. كما أدعو المنظمات العربية والمنظمات الدولية والمنظمات العالمية الصديقة إلى بلورة نشاطات تقام في لبنان وتضامناً مع لبنان بين العاشر والثالث عشر من نيسان المقبل تأكيداً على إيمانهم بالحرية". كما تحدث خلال المؤتمر نقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم، رئيس مجلس إدارة سوليدير ناصر الشماع ورئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس.