مجزرة نانكين التي شكلت محور تظاهرات الاحتجاج في الصين نهاية الاسبوع، كانت اسوأ الممارسات اليابانية في الصين خلال الحرب بين البلدين 1937-1945، اذ قتل خلالها الجيش الياباني 300 الف مدني وعسكري صيني عام 1937، علماً ان هذه الحرب ادت الى سقوط 35 مليون قتيل. وبعد احتلال منشوريا عام 1931، اجتاح الجيش الامبراطوري اليابانيالصين واحتل بكين وشنغهاي. وفي 13 كانون الاول ديسمبر 1937، غزا الجيش الياباني نانكين اقليم جيانغسو التي كانت عاصمة الصين وتضم عدداً كبيراً من اللاجئين والجنود الجرحى. وخلال ستة اسابيع، ارتكب اليابانيون مجزرة قتل خلالها اكثر من 300 الف شخص معظمهم من المدنيين، بحسب الاحصاءات الصينية. لكن الارقام التي ذكرت في محاكمات بعض مجرمي الحرب اليابانيين في طوكيو بين 1946 و1948، تحدثت عن مقتل 140 الف شخص بين مدنيين وعسكريين. وكشف شهود ان الضحايا قتلوا في ظروف مروعة، من نساء اغتصبن قبل قتلهن ورجال وأطفال دفنوا احياء او جرحى قبل احراق المدينة. وبين الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليابانية آنذاك تلك التي وقعت في"الوحدة 731"، مركز التجارب القريب من مدينة هاربين حيث قتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص بين 1936 و1945 في اطار سعي اليابان للحصول على اسلحة جرثومية. ويضاف الى كل ذلك، نقل اربعين الف صيني للقيام بأشغال شاقة في اليابان، لم يعد سبعة آلاف منهم، واستغلال الفتيات الكوريات والصينيات للعمل في البغاء في معسكرات الجيش الامبراطوري. وأصدرت محكمة يابانية في آذار مارس من العام الماضي، حكماً تاريخياً امرت فيه حكومة طوكيو وشركة خاصة، بدفع تعويضات لنحو عشرة من الصينيين الذين نقلوا الى اليابان واسرهم. الا ان الصينيين ما زالوا ينتظرون"اعتذارات رسمية"من اليابان تعني اعترافاً رسمياً بمسؤولياتها.