طالبت حركتا"تحرير السودان"و"العدل المساواة"المتمردتان في دارفور بمنح الإقليم منصب نائب رئيس الدولة وحاكم ولاية الخرطوم و20 في المئة من مقاعد مجلس الوزراء، واعتبرتا ذلك حداً أدنى، وحذرتا من أن الحكومة إذا رفضت هذه المطالب فإن محادثات السلام بينهما في ابوجا ستنهار. ورفض متمردو دارفور اقتراحات طرحها الاتحاد الافريقي لاقتسام السلطة، كما تحفظت عنها الحكومة السودانية واعتبرتها خارج تفويض وسطاء الاتحاد الذين يرعون محادثات بين الطرفين فى العاصمة النيجيرية أبوجا. واقترحت الحركتان في ورقة موحدة حملت موقفيهما ان يعين رئيس الجمهورية المنتخب نائبين له أحدهما من الجنوب والآخر من دارفور. وأضافت الورقة:"إذا كان الرئيس المنتخب من دارفور أو بقية ولايات الشمال، يشغل منصب النائب الأول الشخص الذي انتخب ليشغل منصب رئيس حكومة الجنوب ويعتبر معيناً من رئيس الجمهورية لهذا المنصب". وتابعت:"إذا كان الرئيس المنتخب من الجنوب يعين النائب الأول من دارفور". وطالبت الحركتان بأن يُنشأ اقليم دارفور وفق حدود الأول من كانون الثاني يناير 1956، ودعتا الى تشكيل إدارة العاصمة الفيديرالية من كل الأطراف بتمثيل متوافق مع معايير قسمة السلطة خلال الفترة الانتقالية، على ان يكون حاكم العاصمة من دارفور. وقال الناطق باسم"حركة العدل والمساواة"أحمد تقد ل"الحياة"هاتفياً أمس ان الحركتين طالبتا ايضاً بأن تكون ولايات دارفور الثلاث إقليماً واحداً يكون له برلمان وقضاء مستقل، وان تنسق حكومة الاقليم مع الحكومة الاتحادية. واعتبر مطالبهم حداً أدنى واختباراً لجدية الحكومة في الوصول الى حل، مشيراً الى ان المحادثات الجارية ستنهار اذا رفضت مطالبهم. ومن المنتظر أن يطرح الاتحاد الأفريقي على أطراف التفاوض ورقة جديدة. وتواصل الوساطة الافريقية مشاورات غير رسمية مع الأطراف المختلفة في لجان الترتيبات الأمنية والثروة تمهيداً لاعداد رؤية توفيقية تطرحها الوساطة نهاية الأسبوع. وقال الناطق باسم"حركة تحرير السودان"عصام الحاج ل"الحياة"إن الورقة التي طرحها الوسطاء حول اقتسام السلطة اسقطت رؤية حركتي التمرد وحملت رأي الحكومة، مشيراً الى أنها اعتمدت ثلاثة من أبواب الدستور الانتقالي، واعتبرت اتفاق السلام في جنوب البلاد مرجعية في حين أن إعلان المبادىء المتفق عليه بين الأطراف يعد اتفاق"نيفاشا"للسلام في الجنوب خطوة نحو حل النزاع وليس مرجعية. وتوقع أن يطرح الاتحاد الأفريقي ورقة جديدة تأخذ في الاعتبار رؤية الحركتين. وتابع"نحن جادون ومصممون أن تكون الجولة الحالية نهائية، ولكن ذلك لن يكون على حساب قضايا شعبنا المصيرية". واشارت وكالة"رويترز"في تقرير من أبوجا الى ان المحادثات تُعقد هذه المرة في مكان مختلف عن المكان الذي عُقدت فيه الجولات السابقة. واضافت:"انتهى عهد المحادثات في فنادق الخمسة نجوم الفاخرة الذي ميز الجولات السابقة والتي قال البعض انها شجعت على اطالة المحادثات للاستفادة من أكبر قدر ممكن من كرم الضيافة في العاصمة النيجيرية. ووقع الاختيار في هذه المرة على فندق صغير على مشارف أبوجا لاستضافة المحادثات".