كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون والجيش الأميركي أن ستة قياديين في حركة "التوحيد والجهاد" بقيادة الاسلامي الأردني "أبو مصعب الزرقاوي" قتلوا في هجمات شنتها مقاتلات أميركية على الفلوجة الشهر الماضي. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن هؤلاء المسؤولين أن القصف الأميركي قضى على نصف القيادة الأجنبية ل"الارهابيين" المناوئين لقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. لكن المسؤولين الأميركيين يقرّون بأنه رغم مقتل الكثير من قياديي "التوحيد والجهاد"، فان التنظيم الارهابي سيتمكن من استقدام غيرهم الى الفلوجة عبر الحدود السورية - العراقية. وأفادت الصحيفة أنه مع أن الهجمات الأميركية تستهدف جماعة الزرقاوي، ألا أنها تهدف أيضاً الى مساعدة الحكومة العراقية الموقتة برئاسة أياد علاوي في توسيع الهوة بين القادة المحليين والمتمردين، فيما يفاوض لبسط سيطرة حكومته على المدينة. لكن العلاقة بين المسلحين السنة المحليين والمقاتلين الأجانب ما زالت مبهمة الى الآن. ويقول مسؤول في ادارة الرئيس جورج بوش إن "هناك خطوطاً يمكن استغلالها"، معتبراً أن التوصل الى درجة أن يحرم أبناء الفلوجة أنصار الزرقاوي من المأوى والمساعدة "شيء جيد" بحد ذاته. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع أنهم اعتمدوا في اعلانهم مقتل الكثير من قياديي جماعة الزرقاوي على معلومات استخباراتية قدمها مخبرون، الى جانب رصد اتصالات بين "المتمردين" في الفلوجة. ويرى هؤلاء المسؤولون أن الغارات الأميركية في الأسابيع الماضية أسهمت في اضعاف "العدو" تمهيداً لعمل عسكري على الأرض، في اشارة الى نية القوات الأميركية اعادة احتلال الفلوجة بعدما سقطت في أيدي المتمردين في شكل كامل. كما اعتبروا أن هذه الهجمات أسفرت عن خفض وليس القضاء على قدرة جماعة الزرقاوي على شن هجمات ضد القوات الأميركية والعراقية المتحالفة معها. ويلفت المسؤولون العسكريون الى أن الغارات الأميركية تتميز بتكتيكات جديدة وسلاح جديد ومعلومات تجمع من خلال أحد أكثر الجهود سرية في العراق الآن. وكشف المسؤولون الأميركيون أن ستة من أصل 12 قيادياً بارزاً في الفلوجة قتلوا في غارة أميركية في 26 الشهر الماضي على ما رأت وسائل مراقبة أنهم متمردون يفرغون حمولات شاحنات أسلحة الى مبنيين على الأقل. وأكد المسؤولون أن أبو أحمد التبوكي، كبير مساعدي الزرقاوي، كان من بين 20 شخصاً قتلوا في هذه الغارة.