ورد في جريدة"الأنوار"اللبنانية، في الرابع عشر من شهر شباط فبراير 2005، خبر مفاده ان المجلس البلدي لبلدة كفركلا اتخذ قراراً يحمل الرقم 33، بتغيير تسمية"بوابة فاطمة"وإطلاق"بوابة الانتصار"مكانها، بحجة ان التسمية اسرائيلية المصدر. وأشار رئيس البلدية الى انه سيتم انشاء قوس نصر، وحديقة عامة،ولوحة جلاء، تخليداً لاندحار آخر جندي اسرائيلي من الجنوب. سماحة السيد حسن نصرالله، اسمح لي ان اتقدم من سماحتكم بهذه الرسالة، ليس من اجل الاعتراض ولا الاحتجاج على قرار اتخذه المجلس البلدي بناء على طلب من"حزب الله"، وأنتم الأمين العام للحزب، ولكن من اجل الايضاح، والاستفهام عن هذا التغيير. فإذا كانت هذه ارادتكم، فلا مجال لردها وأنتم الاولى. يجب الايضاح ان هذه التسمية ليست تسمية اسرائيلية اطلاقاً، ولا فاطمة صاحبة الاسم اسرائيلية. فإن وراءها قصة يعود تاريخها الى خمسة وثلاثين عاماً، عمرها من عمر الثورة الفلسطينية وبعدها بقليل، وتحديداً بعد حرب الايام الستة عام 1967 بثلاث سنوات، أي عام 1970. وقد نشرتها جريدة"الحياة"كاملة بتاريخ 18 حزيران يونيو 2002 الموافق السابع من ربيع الثاني 1423ه، تحت عنوان: صاحت فاطمة"يا كلاب قتلتم أمي"فولدت بوابة فاطمة ونجت الأم. بعد معرفة قصة فاطمة،والبوابة التي تحمل اسمها، أتساءل: هل استشار"حزب الله"عائلة خديجة أم علي، وأم فاطمة، وأم زينب، على الاقل قبل ان يتخذ قراره المجلس البلدي بتغيير التسمية، احتراماً لصاحبة هذه التسمية الاولى؟ هل استشار فاطمة نفسها، صاحبة الحق وهي أم لثلاث بنات باسمة وبتول وصفاء تعيش في ضاحية بيروت الجنوبية، من دون معيل لها، حيث قاعدة"حزب الله"، وتعمل حاضنة لأطفال في احد بيوت الميسورين بأجر متواضع لا يكفي حتى لدفع اجرة بيتها المتواضع؟ هل ضاق المكان على مساحة"حزب الله"الواسعة، ليرفع قوس نصره على بوابة تحمل اسمها؟ هل استكثر"حزب الله"على امرأة كانت في ريعان شبابها عندما رأت امها بأم عينها، ينزف دمها خلف شجرة زيتون في حقل تبغ، تجمع اوراقه رمز صمود اهل الجنوب آنذاك؟ هل استكثر"حزب الله"على امرأة ضعيفة هذا الحق الذي لم تطلبه لنفسها، بل سعى اليها وكان ثمنه دم أمها، ودمعها، وترويع عائلتها؟ لا أظن انكم تمحون تاريخاً سبقكم الى التضحية والصمود بجرة قلم اسمه قرار مجلس بلدي. فمن كان شعاره نصرة المحرومين وحمايتهم لا يحرم امرأة ضعيفة من حق ملكته تاريخاً، عمره عمر ثورة. فلا تخطفوا منها هذا الرمز، على الاقل، تكريماً لها ولأمها التي كادت ان تستشهد، لولا لطف الله بها في حقل تبغ من اجل لقمة العيش لأسرتها. فإن اطلق الصهاينة النار على أمي وأختي، وهم الغزاة، فلا تطلقوا النار عليهما، وعلى رمز تضحيتهما مرة اخرى، وأنتم الحماة، وانني على يقين انكم لن تفعلوا. فرنسا - عادل محبوبة أستاذ في الفلسفة وعلم الاجتماع