دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس، خلال تظاهرة لعشرات الآلاف من أنصاره في الذكرى السنوية الثانية لسقوط بغداد في 9 نيسان أبريل 2003، الله الى"قطع رقاب المحتلين كما يقطعون رقاب المؤمنين". وتدفق آلاف المتظاهرين من مدينة الصدر الشيعية ومناطق أخرى في أنحاء البلاد الى ساحة الفردوس وسط بغداد، رافعين أعلاماً عراقية وصوراً لفضيحة إساءة معاملة معتقلين في سجن"أبو غريب". وأغلقت سيارات الشرطة المحاور الرئيسية للطرق في العاصمة وجسرين فوق دجلة، في حين ردد الحشد الذي تجمع خلف فندقي"فلسطين"و"شيراتون":"لا لأميركا لا للاحتلال". وحمل متظاهرون دمى لصدام ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس جورج بوش بالزي الأحمر للسجناء العراقيين المحكومين بالاعدام. كما أحرق أنصار للصدر دمى لبوش وصدام ورفعوا لافتة كتب عليها بالانكليزية:"أرغموا الاحتلال على الرحيل من بلادنا". وطالب متظاهرون أيضاً بأن يواجه الرئيس العراقي المخلوع"العدالة"، رافعين صوراً لمحمد صادق الصدر والد مقتدى الذي يُتهم نظام صدام باغتياله. كما حملوا نعشاً رمزياً للصدر الأب ملفوفاً بالعلم العراقي، في حين كان عشرات من رجال الدين بين المتظاهرين. ولوحظ أثناء التظاهرة أن عناصر ميليشيا"جيش المهدي"التابعة للصدر فتشت المشاركين قبل دخولهم الى الساحة في حضور رجال الشرطة العراقية، في حين راقب جنود أميركيون وعراقيون التظاهرة عن كثب، بعدما انتشروا خلف جدران سُيجت بأسلاك شائكة، وعلى سطوح مبان محيطة بالساحة. وقال مقتدى الصدر في خطبة تلاها الشيخ ناصر الساعدي:"اللهم اقطع رقابهم كما يقطعون رقاب المؤمنين والمؤمنات والعراقيين والعراقيات. اللهم أذقهم نار جهنم ... وافرج عن المعتقلين والمعتقلات". وفي اشارة الى نداء الأئمة السنة والشيعة الى المشاركة في هذه التظاهرة، قال الصدر:"اعلموا بأنكم بوقفتكم هذه أثبتم للعالم أجمع بأن الشعب العراقي رافض للاحتلال ورافض لكل الديكتاتوريات واحدة تلو الأخرى لا يفرق بين واحدة منها مهما اختلفت العناوين". وأضاف:"لا أمن ولا أمان الا بخروج المحتل فليخرج المحتل من بلدي وليمن الله علينا بالأمن والأمان"، مؤكداً:"أناشدكم برفع صوتكم عالياً منادين برفع الاحتلال عن بلدكم المقدس فانه لم ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً". وزاد أن"هناك من يقول اذا خرج المحتل فستكون هناك حرب أهلية أو ما شابه ذلك، لكن لا وألف لا ان الشعب العراقي مؤمن بوحدته وتكاتفه"، مضيفاً:"هل يمكن أن يكون المحتل أكثر حرصاً منا على بلدنا؟ فليخرج ونحن يد واحدة لبناء عراق المقدسات وعراق الخير". وقال الشيخ الساعدي إن"من يسمى بالرئيس الأميركي يقول إن العالم بات أكثر أمناً، أقول والكلام للسيد مقتدى الصدر: باتت أميركا أكثر أمناً والعالم أكثر خطراً بسبب سياساتك وسياسات العدو الصهيوني". وأضاف:"أنتم تنزعون اسلحة المقاومة ولا تنزعون أسلحة اسرائيل النووية وأنتم تحاربون الاسلام ولا تحاربون غيره وتدافعون عن السامية ولا تدافعون عن الاسلام". كما انتقد"حرص"الولاياتالمتحدة على انسحاب سورية من لبنان، وقال:"ألم تسمعوا أن أميركا تريد اخراج سورية من لبنان وهي دولة ليست محتلة وهذا أمر مجمع عليه. فلماذا لا تخرج هي وأتباعها من العراق؟". وأفاد مسؤولون في التيار الصدري أن زعيمه لم يشارك في التظاهرة"لأسباب أمنية"اذ يلزم غالباً منزله في مدينة النجف منذ هجوم أميركي على أنصاره لاستعادة المدينة في آب أغسطس عام 2004. الى ذلك، قال جليل نوري من مكتب"الشهيد الصدر"في بغداد في تصريح الى"الحياة"إن مطالب المتظاهرين"مشروعة وينادي بها العراقيون سنة وشيعة"، مضيفاً:"ندعو قوات الاحتلال إلى الخروج من العراق وإلى اطلاق المعتقلين السياسيين من سجون الحكومة وقوات الاحتلال". وتابع أن القوى العراقية المناهضة للاحتلال"شاركت في هذه التظاهرة بما فيها حشود كبيرة جاءت من الموصل وسامراء وكركوك". وأكد نوري أن التنسيق الأمني بين"جيش المهدي"ووزارة الداخلية وقوات الجيش والشرطة لم يمنع وقوع حوادث اذ قتل مسلحون فاضل الشوكي نائب مدير مكتب"الشهيد الصدر"في كربلاء مع اثنين من مرافقيه، لدى محاولته دخول بغداد عشية التظاهرة. وكانت مجموعة من المتظاهرين ورجال الشرطة أمضت الليلة في تأمين ساحة الفردوس والشوارع المتفرعة منها. وفي مدينة الرمادي، تظاهر آلاف العراقيين في منطقة الصوفية وجامعة الأنبار، مطالبين بوضع جدول زمني لانسحاب قوات"الاحتلال"الأميركية.