تظاهر الآلاف من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس في بغداد وكربلاء والنجف والناصرية والديوانية للتنديد بالنظام الفيديرالي الذي يطالب به الاكراد، وذلك بعد يوم من التظاهرة الضخمة لأنصار آية الله العظمى علي السيستاني في بغداد، شارك فيها أكثر من مئة ألف متظاهر، دعماً لدعوته الى اجراء انتخابات عامة. وفي تجمع ضم الآلاف في ساحة الفردوس في بغداد حمل المتظاهرون لافتة كتب عليها بالانكليزية "نحن ضد الذين يريدون تقسيم البلاد والفصل بيننا". واعترض المتظاهرون كذلك على منح الولاياتالمتحدة صدام حسين وضع اسير حرب، وهتفوا "اقتلوا صدام" رافعين لافتة كتب عليها "انه ليس اسير حرب بل هو مجرم حرب". وقال مجيد الطرفي أحد ممثلي مقتدى الصدر: "نتظاهر ضد الفيديرالية لاننا شاهدنا نتيجة ذلك في يوغوسلافيا. الفيديرالية فكرة اسرائيلية تهدف الى تقسيمنا". ويصر الاكراد الذين يتمتعون بحكم ذاتي منذ نهاية حرب الخليج عام 1991 على اقامة نظام فيديرالي. وطالب الشيخ حسن الزركاني، الناطق الرسمي لمكتب الصدر، بضرورة تسليم صدام إلى المحاكم العراقية، كما ندد بالحديث عن تطبيق الفيديرالية في العراق ووصفه بأنه "مصطلح غريب على المجتمع العراقي". وأضاف ان تطبيق الفيديرالية في العراق سيشيع الفوضى والحروب الأهلية، مؤكداً أن ما عانى منه الشعب الكردي من ظلم واضطهاد على يد النظام السابق عانى منه الشيعة بدورهم في العراق. كما دعا الشيخ الزركاني إلى إطلاق سراح المعتقلين من الحوزة العلمية لدى قوات التحالف. وقال إن اعتقالهم تم لأنهم نطقوا بالحق وتحدثوا به حول القضايا المهمة التي يجري النقاش حولها في العراق. ورفع المشاركون في التظاهرة التي شارك فيها مؤيدون لحزب الدعوة الاسلامية ومنظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، شعارات معادية لقوات التحالف. ورداً على سؤال عن ردود الفعل المحتملة في حال عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين، قال الشيخ قيس الخزعلي، مدير مكتب الصدر: "إننا بانتظار توجيهات القيادات العليا والمرجعيات الشيعية التي نرجع إليها دائماً لتحديد الخطوة التالية". وجرت تظاهرات في كربلاء والنجف والناصرية والديوانية. وقال ناطق باسم مقتدى الصدر في كربلاء الشيخ جلال الحسناوي "نريد التنديد بمطالب الاكراد بالاستقلال ورفع شعار الفيديرالية، كما نؤيد مطالب السيد السيستاني باجراء انتخابات حرة وشاملة لاختيار قيادة عراقية". وحمل المتظاهرون في كربلاء صوراً لزعيمهم الى جانب صور آية الله السيستاني وهو امر نادر لدى انصار مقتدى الصدر. وهتف المتظاهرون "لا لاميركا، نعم للاسلام، لا للتفرقة والتقسيم، نعم للوحدة الوطنية". وفي مدينة النجف التي تبعد 160 كيلومتر جنوببغداد، تظاهر الآلاف ايضاً مرددين "لتسقط اميركا، نعم نعم للعراق". وعبر المتظاهرون عن رفضهم الفيديرالية مطالبين باجراء الانتخابات ومحاكمة صدام امام محكمة عراقية. وقال جعفر الياسري، أحد المنظمين: "نعتبر هذه التظاهرة رسالة الى قوات الاحتلال". واضاف "ننضوي تحت قرارات المرجعية ولا نقبل بتقسيم العراق تحت اي ظرف من الظروف".