وسط اجراءات أمنية مشددة، أحيا عشرات الآلاف من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذكرى السادسة لسقوط بغداد، في تظاهرة تطالب بخروج القوات الأميركية، وانتهت التظاهرة في ساحة الفردوس، وسط بغداد، فيما قاد «الحزب الاسلامي» تظاهرة أخرى في الفلوجة، طالبت بالاسراع في اخراج القوات الاجنبية. وحمّلت هيئة علماء المسلمين في بيان «الاحتلال مسؤولية مقتل مليون ونصف المليون عراقي ومئات الالاف من الاسرى والمعتقلين والجرحى». ولبى الالاف من انصار الصدر امس دعوته الى التظاهر لرفض الاحتلال. واستمرت التظاهرة اكثر من اربع ساعات في ساحة الفردوس، بحضور وفد من مجلس «إنقاذ الانبار» العشائري، وحمل المتظاهرون اعلاما عراقية وصور الصدر. ورددوا شعارات « اخرج اخرج يا محتل، و كلا كلا اميركا، وكلا كلا اسرائيل»، كما احرق المحتجون دمية تمثل الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. وفي رسالة الى انصاره، تلاها على المتظاهرين الشيخ اسد الناصري، حض الصدر على «توحيد العراقيين واعادة ثرواتهم»، ودعا الى «الافراج عن السجناء وعودة السيادة الى العراق وتخليصه من المحتل»، وطالب القوى العراقية ب «منع المحتل من الاستيلاء على نفط العراق». وقال احد مساعدي الصدر حازم الاعرجي إن «جميع العراقيين من عرب واكراد ومسيحيين يهتفون ضد الاحتلال». إلى ذلك، نظم «الحزب الاسلامي» تظاهرة مماثلة في الفلوجة (65 كم غرب بغداد) شارك فيها المئات من اهالي المدينة طالبت بالاسراع في اخراج القوات الاجنبية من العراق. وحمّلت «هيئة علماء المسلمين» في بيان «الاحتلال مسؤولية مقتل مليون ونصف المليون عراقي وترميل ما يقرب من مليوني امرأة ومئات الالاف من الاسرى والجرحى والمساجين في سجونه وسجون حكومته وملايين المشردين والمهاجرين داخل العراق وخارجه». وجاء في البيان: «لقد وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما في حملته الانتخابية بسحب قواته من العراق فور انتخابه (....) وخلال فترة لا تزيد عن ستة اشهر وكنا نتوقع ان يفي بهذا الوعد ولكنه أبدل الانسحاب بجدولته». واعتبرت الهيئة الاتفاق الامني بين الحكومة العراقية والاميركيين «بمثابة اعادة انتشار لقوات الاحتلال مهما أطلق على هذه القوات من اسماء او أوصاف كالمعاونة والمشورة». واعتبر «الحزب الاسلامي» أن احتلال العراق «كان درساً قاسياً وكان ثمنه الفوضى وعدم الاستقرار وخسائر لم يكن لها مبرر بعد أن تم الاعتراف أخيرا بأن العراق لم يكن يشكل خطراً على السلم والأمن في العالم». وذكر في بيان أصدره امس ان «ما حصل لم يكن كارثة عادية، وهذا ما يحصل عندما يأتي التغيير من الخارج ولا يكون بأيدي أبناء الشعب». وحذّر من «أن أخطاراً كثيرة ما زالت تحدق بنا وبوطننا وأعداء العراق كثيرون وما حصل من خروقات أمنية خلال الأيام القليلة الماضية يدل على هشاشة الوضع، ما يتطلب إعادة النظر في السياسات الخاطئة التي أعاقت تقدمنا». وختم الحزب بيانه «وفي هذه الذكرى الأليمة نذّكر الإدارة الأميركية الجديدة بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية في تصحيح أخطاء الإدارة السابقة التي سببت كل هذا الأذى لشعب مسالم طيب ما كان ينبغي ان يتحمل وزر قرارات ومواقف سياسية كارثية».