تفهم الكثيرون الضغط الذي عاشه أمس مغني الأوبرا الإسباني خوسيه كاريراس قبل تقديم حفلته الأولى في دبي، إذ إنها جاءت قبل أيام من وصول زميله الإيطالي لوتشيانو بافاروتي إلى المدينة في إطار جولة يودع فيها عالم الغناء الاوبرالي. لكن كاريراس 58 عاماً الذي لمع اسمه عام 1990 حين غنى مع نجمي الأوبرا بافاروتي وبلاسيدو دومينغو في حفلة ثلاثية الأصوات في العاصمة الإيطالية روما، يقول انه لا يخشى المنافسة. وقال كاريراس: "غنيت إلى جواره... الكتف في الكتف فلماذا أخاف. لوتشيانو صوت تينور عظيم، وهو صديق حميم أيضاً. تربطنا صداقة رائعة". وسئل كاريراس في المؤتمر الصحافي الذي أقيم بعد وصوله إلى دبي، عما إذا كان يفكر في الاعتزال أيضاً، فقال: "لا اعرف حقاً ما إذا كانت هذه جولة وداع لبافاروتي. لا أعرف بعد كم عليّ أن أغني، آمل أن يستمر مشواري لبضع سنوات أخرى... ليس عندي أي فكرة عما سيحدث خلال السنوات القليلة المقبلة". كما أشار إلى انه لا يشعر بالغربة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال قبل بدء الحفلة مساء أمس: "جئت من إسبانيا حيث عاش العرب 700 عام. في بلادي تأثير عربي كبير في التقاليد والحضارة، ربما نفهم في شكل افضل الحضارة العربية مقارنة بأناس قدموا من مناطق اخرى من العالم... آمل أن يشجع أدائي الناس على الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية." وعلى رغم شهرته، يفتقد كاريراس بعض جوانب الحياة في مدينة برشلونةمسقط رأسه: "ما افتقده حقاً خلال عطلات نهاية الاسبوع، الالتقاء بأصدقائي وزملاء الدراسة وتناول الطعام الخفيف معهم... لكن لكل مهنة مزاياها ومساوئها." تجربة مريرة يعتبر مغني الأوبرا الذي نجح في التغلب على مرض سرطان الدم الذي أصيب به عام 1987 أن التجربة زادته قوة: "ما من شك في أن المرور بهذه الفترة الصعبة يعطيك وقتاً للتفكير، فتتبدل أولوياتك في الحياة وتتخذ بعض الأشياء أبعاداً أخرى. كنت أقاتل من أجل حياتي والغناء كان مهماً لكن أهميته عندي تراجعت لفترة... تدرك انك أصبحت اكثر نضجاً فجأة وأصبحت أكثر قرباً من الناس". ويخصص المغني بعضاً من وقته لمؤسسة "خوسيه كاريراس الدولية لسرطان الدم". وأخيراً، ينصح كاريراس الحالمين بالمجد بأن يسيروا في الطريق الصعب، في حال كانوا "مقتنعين بأنهم ولدوا ليغنوا. وهنا فقط سيكون لديهم العزم والانضباط للمضي قدماً في حياة، بعض جوانبها ليس سهلاً".