قالت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس امس انها تبحث في فكرة المشاركة في الحكومة الفلسطينية بعد ان تخوض الانتخابات البرلمانية للمرة الاولى في تموز يوليو المقبل. ويعتبر هذا الجدل الداخلي أحدث مؤشر الى حدوث تغيير داخل"حماس"التي رفضت دوماً دعوة الانضمام الى السلطة الفلسطينية لان هذه السلطة جاءت بناء على اتفاقات سلام موقتة مع اسرائيل. واتفقت"حماس"التي حققت نتائج طيبة في الانتخابات المحلية وفي استطلاعات الرأي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشهر الحالي على التهدئة ووقف الهجمات حتى نهاية العام وأعلنت عزمها على خوض الانتخابات التي تجري يوم 17 تموز. وقال الناطق باسم"حماس"في غزة سامي ابو زهري:"الحركة ستدرس موضوع المشاركة في الحكومة بعد الانتخابات التشريعية التي تجري في تموز المقبل وستتخذ القرار بما يتفق مع المصلحة العامة للشعب الفلسطيني". وتثير مشاركة"حماس"، وهي أكبر جماعة تقف وراء الهجمات الانتحارية والتفجيرات طوال الانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 2000، تساؤلات حول مستقبل عملية السلام مع اسرائيل. لكن"حماس"ابدت مؤشرات الى التحول في اتجاه التيار السياسي الرئيسي بعد وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقبل تنفيذ خطة اسرائيل للانسحاب من قطاع غزة في الصيف. ومن المتوقع ان تخرج"حماس"، التي رفضت من قبل دعوة عرفات للمشاركة في الحكومة، من الانتخابات المقبلة كقوة سياسية أكبر وتكسب اصوات ناخبين يرون ان حركة"فتح"المهيمنة يشوبها الفساد وغير قادرة على الفعل. وبدأت"حماس"و"حركة الجهاد الاسلامي"حواراً مع عباس حول الانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها وهي مظلة تضم الفصائل العلمانية. لكن لم يتضح بعد كيف سيوفق عباس بين ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية الذي أقر بحق اسرائيل في الوجود، واستراتيجية جماعات لا تقر بهذا الحق. وقالت"حماس"من قبل انها قد تقبل بحل موقت تنسحب اسرائيل بموجبه من كل اراضي غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية التي احتلتها في حرب عام 1967، لكنها لن تتخلى قط عن هدفها النهائي.