استغربت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» امس تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دعا «حماس» الى التخلي عن المقاومة واجراء حوار مع حركة «فتح» وأكدت «ان المقاومة خيار شعبنا الفلسطيني». وقال سامي ابو زهري الناطق باسم «حماس» لوكالة (فرانس برس) «اعتقد ان تجربة شعبنا الفلسطيني الماضية مع الاحتلال الاسرائيلي تؤكد ان المقاومة هي اللغة الرئيسية التي يفهمها الاحتلال». واضاف ابو زهري «ان مشاريع التسوية لن تجلب على قضيتنا الفلسطينية الا خسارة وتراجع كبير و الغريب ان يركز الحديث عن وقف المقاومة في الوقت الذي تؤكد فيه المواثيق الدولية على حق شعبنا في المقاومة». واكد ابو زهري «ان هذا الكلام مستغرب اولا لانه ياتي في ظل استمرار العدوان على شعبنا الفلسطيني وفي ظل استمرار فتح نفسها في خيار المقاومة من خلال ذراعها العسكري كتائب شهداء الاقصى». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرح أول من امس انه على حركة المقاومة الاسلامية «حماس» التخلي عن العنف واجراء حوار مع حركة «فتح». وقال عباس في حديث لشبكة «ايه.بي.سي» الاميركية ان «المناخ الحالي ملائم لاجراء مفاوضات سياسية» مضيفا «بالتالي عليهم في «حماس» استخلاص ان الطريق الآن هو الطريق السياسي ولا بديل عنه». وكان عباس أكد في حديثه لشبكة تلفزيون «ايه. بي. سي» ان السلطة الفلسطينية «ستقمع» الذين يشنون هجمات على «اسرائيل». وقال عباس ان «أي أفراد يشنون مثل هذه العمليات لن يحظوا بالدعم خصوصا دعم السلطة الفلسطينية لان السلطة ستقمع هذه العمليات التي لن تحظى بدعم الفلسطينيين العاديين ايضا». واضاف ان معظم الفلسطينيين يدينون الهجمات العنيفة ضد الاسرائيلييين ولا يدعمون اي مجموعة تخطط لمثل هذه الاعمال - على حد قوله -. وأكد عباس ان الهجمات العنيفة في قطاع غزة تراجعت بنسبة 90٪ منذ تولي حكومته مهامها قبل اربعة اشهر مؤكدا ن هذا السجل من النجاح يؤكد شرعية حكومته. وقال «بدأنا التصدي لثقافة العنف واوقفنا ثقافة العنف وبدأ الشعب الفلسطيني ينظر اليها كشىء يجب إدانته ووقفه». من جهة أخرى، قال عباس ان «المناخ الحالي ملائم لاجراء مفاوضات سياسية»، داعيا «حماس» الى «استخلاص ان الطريق الآن هو الطريق السياسي ولا بديل عنه». وجاءت تصريحات عباس في اعقاب قمة عقدها في واشنطن الخميس مع الرئيس الاميركي جورج بوش. وكان اعضاء حركة «فتح» دعوا الى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر ان تجري في تموز «يوليو» وسط تزايد المخاوف من ان «حماس» قد تحقق مكاسب قوية ما قد يضعف من قوة «فتح». وطالب حركة المقاومة الاسلامية «حماس» امس بضمانات لاعادة الانتخابات في ثلاث بلديات في قطاع غزة من بينها تأجيل هذا الاقتراع للاستعداد لاجرائه في جو من «النزاهة والشفافية». وقال سامي ابو زهري الناطق باسم «حماس» ان الحركة أكدت في لقاء مع فتح ليل الاحد الاثنين على ضرورة «استمرار البحث في مسألة الضمانات (...) وبذل الجهد لتأجيل اعادة الانتخابات الجزئية الى موعد جديد يتفق علية بين الحركتين». واضاف ان بين الضمانات التي طلبتها الحركة «تأجيل» الانتخابات الجزئية، موضحا ان (الحوار بين حركتي «حماس» و «فتح» حول الضمانات مستمر ولم ينته لاننا بحاجة الى مزيد من الوقت لنتمكن من اعادة الانتخابات في جو يضمن النزهة والشفافية). وكانت اللجنة العليا للانتخابات المحلية الفلسطينية اعلنت الاحد ان اعادة الانتخابات الجزئية في ثلاث بلديات في قطاع غزة ستجرى في الاول من حزيران «يونيو» المقبل. وقال ابو زهري ان «حماس» «تستبعد اجراء انتخابات الاعادة المحلية في موعدها المقرر في قطاع غزة (الاربعاء المقبل) لان التأجيل من الضمانات التى طالبت بها الحركة».